هل يرى الطفل في الشهر الأول؟ وما هي مراحل تطور الإبصار في هذه الآونة؟
ألا تجدين أن التواصل البصري مع وليدكِ عند وصوله من أمتع اللحظات التي يمكن أن تمر عليكِ قط؟ بلا، إنها من أعظم النعم التي يمكن أن ترزق بها أي أم، ولكن لا داعي للقلق إن لم تحصل على هذه المتعة على الفور؛ نظرًا لاستغراق النظام البصري للرضيع القليل من الوقت للتطور؛ مما يدفعك للسؤال هل يرى الطفل في الشهر الأول؟ إن كنتِ بحاجة للاطلاع على إجابة سؤالك، تابعي معنا السطور القلائل الآتية.
تطور الرؤية أثناء الحمل
قبل الغوص في الحديث عن رؤية الرضيع في الشهر الأول، سوف نتطرق أولًا إلى تطور حاسة الإبصار لدى صغيركِ قبل الولادة، الأمر الذي يتوقف على مدى الاعتناء بجسدك خلال الحمل، إذ يساعد في تطور حواس الجسم بشكل عام شاملًا مركز الإبصار في المخ وكذلك الأعين؛ لذا يتوجب عليكِ عزيزتي أن تهتمي بأدق التعليمات والنصائح التي يقدمها الطبيب لكِ فيما يخص تناول المكملات الغذائية والاعتماد على التغذية السليمة، بالإضافة إلى الحصول على قدر مناسب من الراحة.
من المشاكل التي قد تداهم نمو جنينكِ هي: تناول المخدرات أو الكحول أو التدخين؛ لأنها عبارة عن سموم تضر بتكوين مراكز الإبصار؛ مما يترتب عليه ظهور مشاكل جسيمة فيما بعد في الرؤية، ومن المسببات لمشاكل الإبصار أيضًا هي: تناول بعض العقاقير الطبيبة دون إشراف الطبيب ومنها على سبيل المثال: الأسبرين، الأمر الذي ينتج عنه انخفاض وزن الطفل عند الولادة والذي يقترن عادةً بحدوث مشاكل في الرؤية عند الرضع.
هل يرى الطفل في الشهر الأول؟
الشهر الأول من عمر صغيركِ يا له من شهر رائع ومميز لكِ ولطفلكِ، ندرك تمامًا ما تمرين به من صعوبة تصديق مقدار تغير حياتك اليومية بعد قدوم هذه القطعة الجميلة والمربكة إلى عالمك، والتي قامت بقلب حياتك رأسًا على عقب، وعلى الرغم من ذلك فأنتِ مغرمة بها تمامًا وعلى استعداد كامل أن توليها كافة اهتمامك، ومن الأمور التي تشغل بالك في هذه الآونة رؤية الطفل في الشهر الأول، وماذا يرى الرضيع في الشهر الأول؟ وهذا ما نحن بصدد الحديث عنه في السطور الآتية:
الأسبوع الأول
بمجرد وصول طفلك عقب الولادة يسرع الطبيب عادةً إلى فحصه؛ كي يتأكد من عدم وجود مشكلة إعتام عدسة العين، أو وجود مشاكل أخرى متعلقة بالنظام البصري، وفي هذه المرحلة يطلق على الرؤية عند الرضيع مصطلح الرؤية الضبابية، بمعنى أن رؤيته مقتصرة على رؤية الأطياف باللون الأبيض والأسود، ويرجع ذلك إلى عدم تطور شبكية العين واكتمالها بالقدر الكافي، أما عن البعد الذي يمكن الطفل من الرؤية هو 20 لـ 30 سم كحد أقصى، وهذا هو البعد الطبيعي بين الطفل وأمه أثناء الرضاعة الطبيعية.
الأسبوع الثاني
لمتابعة الإجابة عن كيف يرى الرضيع في الشهر الأول؟ سنلقي نظرة الآن على تطوراته في الأسبوع الثاني من هذا الشهر، لنجد أن الرؤية باتت أفضل مقارنةً بالأوضاع السابقة، حيث نجد الرضيع حينها التعرف على ملامح وجه أمه رويدًا رويدًا، ومن ثم التعرف على الأغراض المحيطة بها؛ لذلك تلاحظ الأم استمرار الطفل في التحديق إليها أثناء الرضاعة والتحدث إليه.
الأسبوع الثالث
في هذا الأسبوع قد لا نستشعر تغيرات ملموسة مقارنةً بالأسبوع السابق؛ لأن البعد الذي يتمكن الصغير خلاله من رؤية الأشياء لا يتعدى 20 إلى 30 سم، ومع ذلك قد نلاحظ أن قدرة التحديق لدى الطفل والتركيز، أصبحت أطول من المعتاد، فقد تصل أحيانًا إلى عشر ثوانٍ.
الأسبوع الرابع
يعد الأسبوع الرابع هو المرحلة الأخيرة في مراحل تطور نظر الرضيع في الشهر الأول، ونلاحظ في هذه الآونة قدرة الرضيع من الرؤية الجانبية، أي يستطيع رؤية الأغراض المحيطة به، ويتم ذلك مع حركة الوجه بالكامل تجاه هذا الغرض، أما قدرة تحريك العين للقيام بالرؤية الجانبية لم تتوفر بعد.
تنويه
من الجدير بالذكر أن نظر الطفل في الشهر الأول يتطور كثيرًا إلى أن يتمكن الطفل من القيام بالتواصل البصري مع أعين الآخرين، ويمكن للأم أن تلاحظ ذلك بوضوح، كما أنه سيتمكن بحلول نهاية هذا الشهر إلى تحريك عينه تجاه مصادر الضوء المتوفرة في الغرفة، بالإضافة إلى تمكن الرضيع من التنسيق بين حركة العينين واليدين، بجانب الانتباه إلى الأشياء المتحركة وتتبعها، وهذا دليل قوي على سرعة حاسة الإبصار لدى حديثي الولادة.
ما هي مشاكل الإبصار خلال الشهر الأول من الولادة
بعد الاستفاضة في الإجابة على هل يرى الطفل في الشهر الأول؟ سوف نعرض لكِ بعض الأعراض التي توحي بخلل وظائف العين، الأمر الذي يحتم عليكِ طلب استشارة الطبيب؛ لتفادي حدوث أي مضاعفات، ومن هذه الأعراض أو المشاكل:
- عدم ملاحظة خروج دموع الرضيع على الرغم من بكائه.
- احمرار العين أو الجفن.
- خروج الدموع بشكل مفرط.
- حركة العينين بصورة غير طبيعية.
- تغير بؤبؤ العين إلى اللون الأبيض.
- المعاناة من الحساسية نحو الضوء.
هكذا نكون قد قدمنا الإجابة التي تبحثين عنها بشكل وافي، نتمنى أن يساعدك هذا الموضوع في متابعة تطورات الرؤية لدى صغيرك؛ كي تتمكني من التعرف على أي خلل قد يصيبه لا قدر الله.