وجع الولادة | الأسباب، الأعراض، وكيفية التخفيف من ألم الولادة الطبيعية؟
الولادة هي نهاية صراع طويل استمر لمدة تسعة شهور، أما عن وجع الولادة وفهو مختلف تمامًا عن أي وجع آخر شعرتِ به سيدتي، إذ قد يستغرق ساعة أو ربما بضع ساعات ويختلف من امرأة إلى أخرى، ولكن المتفق عليه أن هذا الوجع يعادل تحطيم 42 عظمة، ويأتي في المرتبة الثانية بعد الحريق والذي يعتبر من أشد أنواع الألم التي قد يشعر به الإنسان.
أعراض وجع الولادة
الولادة ليست من الأمور التي يمكن تحديد موعدها بالثانية والدقيقة، إنما يمكن أن يُستدل عليها من خلال بعض الأعراض، ولكن الأساس في تحديد موعدها هو آخر موعد للدورة الشهرية للسيدة قبل حدوث الحمل، وغالبًا ما يحدث وجع الولادة بعد الأسبوع 36 إلى الأسبوع 40، إذا ظهرت الأعراض في الأسبوع 36، فهذا مؤشر إلى حدوث الولادة المبكرة، أما عن أعراض وجع الولادة فيمكن ذكرها فيما يلي:
- حدوث ألم شديد أسفل البطن في منطقة الحوض يكون قريبًا إلى حد ما إلى وجع العادة الشهرية.
- مزاج متقلب وعصبية شديدة.
- تحجر منطقة البطن.
- نزول الإفرازات المهبلية بشكل ملحوظ.
- ألم ووجع أسفل الظهر.
- اختلاط الإفرازات المهبلية بالدم أو نزول قطرات من الدم.
- إسهال مستمر لمدة يومين أو أكثر.
- تغير مكان الجنين حيث يكون رأسه إلى أسفل بالقرب من قناة الولادة.
- عدم القدرة على المشى.
هل وجع الظهر من علامات الولادة؟
كلما ازداد عمر ووزن الجنين، كلما ازداد ألم الظهر عند الحامل وخاصةً في المنطقة السفلية من الظهر، وهذا الألم يعتبر من العلامات المتأخرة في عملية الولادة، ولذلك لأن عضلات الجسم تكون جميعها في حالة ارتخاء، وكلما اقترب الجنين من النزول، تشعر الأم بآلام حادة في منطقة البطن وأسفل الظهر، وبصفة عامة عادةً ما تظهر آلام الظهر عند السيدة الحامل في الثلث الأخير من الحمل.
وجع الظهر بعد الولادة القيصرية
الولادة القيصرية السبيل الأسهل للكثيرات من السيدات لتجنب أوجاع وآلام الولادة الطبيعية، لكن البعض منهن لا يعرفن فوائد الولادة الطبيعية، فإذا كان وجع الولادة الطبيعية يستمر ساعات، فسرعان ما تنتهي هذه الآلام بنزول الطفل، أما أوجاع الولادة القيصرية فتستمر لشهور، والسبب في وجع الظهر بعد الولادة القيصرية هو إبرة التخدير التي تؤخذ أسفل الظهر قبل البدء في عملية الولادة، وهذه الإبرة لاتؤثر على الظهر فقط، بل تشمل الأربطة والعضلات، وتشعر الأم بألم شديد بعد زوال مادة التخدير التي تستمر لمدة 3 ساعات، أما عن زوال الألم نهائيًا فقد يأخذ شهر أو أكثر.
أسباب وجع الظهر بعد الولادة القيصرية
الولادة القيصرية أصبحت منتشرة بنسبة تزيد عن 70% فهي الملاذ الذي يتجه إليه الكثيرين في الفترة الحالية، ولذلك لعدم قدرتهم على تحمل آلام الولادة الطبيعية، وعلى الرغم من ذلك فإن الألم الذي تسببه الولادة القيصرية أشد وأصعب من ألم الولادة الطبيعية وخاصةً في وجع الظهر الذي يحدث نتيجة للحقنة التخديرية التي تؤخذ أسفل الظهر في آخر ثلاث فقرات قبل البدء فى عملية الولادة.
في البداية لا تشعر الأم بألم هذة الحقنة، ولكن بعد زوال مفعول التخدير يبدأ الألم في الظهر والذي يصبح من الصعب تحمله، وتحتاج الأم هنا إلى أخذ الكثير من المسكنات تحت إشراف الطبيب المتابع معاها، وتستمر قربة أسبوع فأكثر، ثم تبدأ في التلاشي بصورة تدريجية، وهذا دليل قاطع على أن الولادة الطبيعية أسهل وأيسر من الولادة القيصرية.
وجع الظهر بعد الولادة الطبيعية
بمجرد معرفة الأم خبر حملها تصبح في حالة من الفرح، وتستقبل العديد من التهاني والمباركات، ولكن في نفس اللحظة تبدأ سلسلة من التغيرات في جسمها سواء كانت فسيولوجية أو تغيرات في الهرمونات، ومنها حدوث آلام حادة أسفل الظهر، والسبب في ذلك هو زيادة وزن الجنين بصورة تدريجية، مما يعيق من حركة الحامل وزيادة ألم الظهر عندها، وقد تستمر هذه الآلام حتى بعد الولادة لمدة قد تزيد عن 7 أشهر إلى أن يعود جسمها إلى وضعه الطبيعي.
أسباب وجع الرأس بعد الولادة الطبيعية
وجع الرأس وصداع ما بعد الولادة من الأمور الشائعة جدًا بين السيدات وخاصةً في السبع أسابيع الأولى من الولادة، ويشمل وجع الرأس والرقبة والأكتاف وغالبًا لا يستجيب إلى أي أنواع من المسكنات والأدوية، لكنه يكون حصيلة تسعة شهور من التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحمل المسؤولية الجديدة ووجود طفل معها.
ينقسم صداع ما بعد الولادة إلى نوعين وهما، الصداع الرئيسي وهو صداع عادي يحدث بسبب التوتر، أما عن الصدع الثانوي فيستمر لفترة أطول من سبع أسابيع، وهنا يجب احتمال وجود أمراض خطيرة، أما عن أسباب وجع الرأس وصداع ما بعد الولادة، فهي كما يلي:
- الرضاعة: من أولى الأسباب التي تؤدي إلى حدوث وجع الرأس بسبب الهرمونات التي يفرزها الجسم وغالبًا ما يستمر طوال فترات الرضاعة.
- تعرض الحامل إلى بعض الأمراض أثناء فترة الحمل، مثل تسمم الحمل.
- تغير الهرمونات بعد الولادة، وخاصةً هرمون الإستروجين الذي يبدأ في الانخفاض بصورة تدريجية إلى أن يصل إلى معدله الطبيعي، وكلما زاد هذا الانخفاض زاد الصداع ووجع الرأس.
- الإرهاق، وينتاب الأم بسبب قلة النوم.
- التهابات الجيوب الأنفية.
- عدم اتباع نظام غذائي صحي ومناسب طول فترة الحمل.
- التخدير أثناء عملية الولادة.
نصائح للتخفيف من وجع الرأس بعد الولادة
إذا كان الصداع أو وجع الرأس بعد الولادة وجع محتمل بالنسبة لكِ عزيزتي، فلا داعي للقلق يمكنكِ الاستعانة بالنصائح التالية للتخفيف أو التخلص منه، أما إذا زادت فترة الصداع عن 14 يوم، فهنا عليكِ التوجه إلى الطبيب لأخذ الأدوية المناسبة لكِ، ومن أبرز تلك النصائح ما يلي:
- تجنب الحركات السريعة.
- البعد عن القلق والتوتر والتزام الهدوء.
- النوم على السرير في مستوى واحد للجسم.
- الإكثار من تناول السوائل والمشروبات الدافئة وتلك التي تحتوى على مادة الكافيين.
- استشارة الطبيب في بعض المسكنات الآمنة على فترة الرضاعة.
- الابتعاد قدر المستطاع عن الهواتف الذكية.
وجع الولادة الطبيعية
الولادة الطبيعية تمر بثلاث مراحل أساسية، كل مرحلة لها أوجاعها الخاصة بها، وتعتبر أوجاعها مؤشر جيد لسلامة الجسم واستعداده لتحمل آلام الولادة، إذ تحدث بسبب الانقباضات التي تؤدي إلى اتساع وتمدد عنق الرحم والذي يحدث على فترات، الثقل الموجود في منطقة الحوض أسفل البطن، التشنجات التي تصاحب عملية التمدد وأخيرًا انزلاق رأس الجنين في قناة الولادة في المهبل والذي يسبب آلام حادة لدى الأم.
وسائل لتخفيف ألم الولادة الطبيعية
قد يكون وجع الولادة أمر غير محتمل للكثيرات من السيدات وخاصةً في الولادة الطبيعية، مما جعل أغلبهن تتجه إلى القيصرية لتجنب ألمها، ولكن هناك بعض الوسائل التي تقلل من هذه الأوجاع، من أهمها ما يلي:
- الجلوس في ماء دافيء يساعد على التقليل من شدة الانقباضات وألم الرحم.
- التحرك والمشي في المكان المحيط بكِ قدر الإمكان.
- الاسترخاء والاستماع إلى الموسيقى المفضلة لديكِ.
وجع البطن بعد الولادة
من الآلام التي تعاني منها السيدات بعد الولادة هى ألم ووجع البطن، والسبب في ذلك هو رجوع الرحم إلى حجمه الطبيعي وما يصاحبه من انقباضات تسبب آلام حادة في البطن، وغالبًا ما تستمر لمدة أسبوع أو أقل، في حين أن الفترة الزمنية المناسبة الذي يرجع الرحم فيه إلى وضعه الطبيعي استعدادًا إلى حمل جديد قد يستغرق حوالي أسبوعين، وهذه الآلام تكون شديدة ومؤلمة عندما تكون الأم سبق لها الحمل والولادة.
والسبب في ذلك أن عضلات البطن والرحم تكون أضعف من الأم الذي تستقبل مولودها الأول، كل ما عليكِ عزيزتي هو ممارسة بعض التمارين الخفيفة التي تساعدكِ على تقوية هذه العضلات، ووضع زجاجة من الماء الدافيء على البطن كلما شعرتِ بالوجع، واتباع حمية غذائية مناسبة والسعي للوصول إلى الوزن الذي يتناسب مع طولكِ.
وجع العظام بعد الولادة
من الآلام الشائعة بين السيدات بعد مرحلة الولادة هي ألم العظام والمفاصل، والسبب في ذلك التغيرات التي تحدث في جسم السيدة الحامل سواء كانت تغيرات هرمونية أو فسيولوجية، وتزداد كلما زاد وزن وحجم الجنين لأنه بالتأكيد يضغط على مفاصل وعضلات الأم والدليل على ذلك أن بعض السيدات في الثلث الأخير من الحمل يصبحن غير قادرين على الحركة تمامًا.
هل ألم الولادة يشبه ألم الدورة الشهرية
الكثيرات من السيدات يربطن آخر تاريخ للدورة الشهرية بموعد الولادة، وهذا ما أكدته الكثير من الدراسات، أما عن وجع الولادة ووجع الدورة الشهرية فهل يُعتقد أن كلًا منهم بنفس الشدة والدرجة، إلى حد ما يكون هذا الكلام صحيح لأن فترة الدورة الشهرية والولادة يحدث فيها تمدد واتساع في عنق الرحم وهذا ما يسبب الألم.
عندما تشعر السيدة الحامل بنفس وجع الدورة فهذه هي الإشارة الأولى لقرب موعد الولادة، وألم الدورة الشهرية قد يشعر بها بعض النساء والبعض الآخر لا، مثلها مثل طلق وجع الولادة قد يشعر بها الكثيرين، والبعض الآخر لا، المؤكد في هذا الأمر أن وجع الولادة أصعب وأشد مئات المرات من وجع الدورة الشهرية، فإذا كان وجع الدورة مؤلمًا جدًا، فما قدرتكِ على تحمل تحطيم 42 عظمة في جسم الإنسان.،
هل وجع أسفل الظهر من علامات الولادة؟
في الثلث الأخير تبدأ الحامل بالشعور بثقل أسفل البطن وأوجاع أسفل الظهر، وهذا يعد أمراً طبيعياً ناتج عن زيادة وزن الجنين، وغالبًا ما يظهر هذا الوجع بعد الأسبوع 37 من الحمل، وليس من الضرورى أن يكون الوجع الذي تشعرين به علامة من علامات الولادة إذا ظهر بمفرده، ولكن إذا ظهر معه أي عرض من أعراض الولادة السابق الحديث عنها، فهنا عليكِ الاستعداد لاستقبال طفلك الجديد.
وجع المفاصل بعد الولادة
وجع المفاصل من المشاكل التي يعاني منها الكثيرين أثناء مرحلة الحمل وبعد الولادة، والجدير بالذكر أن علاج هذه المشكلة يحتاج إلى فترة زمنية لا تقل عن أربع شهور على الأقل، ومن المؤكد أن وجع المفاصل التي تعاني منها الأم البكرية لا تتساوى مع تلك التي تعاني منها الأم التي سبق لها الإنجاب من قبل، والسبب في ذلك أنه كلما زاد عدد مرات الإنجاب، كلما ضعفت المفاصل والعضلات، وتتعدد أسباب وجع المفاصل بعد الولادة ومنها ما يلي:
- زيادة وزن الأم بصورة تدريجية طوال فترة الحمل، وما يصاحب هذه الزيادة من ضغط على المفاصل.
- تعرض الحامل لبعض الأمراض مثل التهاب المفاصل.
- إصابة الأم ببعض الأمراض المزمنة.
وجع المخاض
يعتبر المخاض البشارة الأولى لحدوث الولادة، ولكن عليكِ التفريق بين المخاض الحقيقي والكاذب، أما عن المخاض الكاذب فيحدث غالبًا في الشهور الأخيرة من الحمل يصاحبه حدوث انقباضات في الرحم تشبه الطلق، ولكن يكون أقل حدة، ويسمى بالطلق المبكر، لكن المخاض الحقيقي يحدث عند الولادة ويصاحبه انقباضات شديدة وحادة في الرحم، وقوته هنا تكون كافية لحدوث الولادة بصورة طبيعية.
هل المخاض يحدث فجأة أم بصورة تدريجية؟
عزيزتي لا تقلقي من المخاض فهو لا يأتي إليكِ فجأة بل على العكس يأتي بصورة متدرجة وعلى مراحل، بحيث يعطى إشارات إلى الجسم لكي يستعد ويجمع كافة طاقتة ليكون قادرًا على مواجهة قوة المخاض، أما عن مراحله يمكن ذكرها في الآتي:
- تغير وجع الجنين في رحم الأم بحيث يكون في صورة عرضية ويكون متركز في منطقة الحوض.
- هبوط رأس الجنين في رحم الأم استعدادًا للنزول.
وجع الحوض بعد الولادة
غالبًا ما يرتبط وجع الحوض في الولادة الطبيعية بسبب نزول الجنين في قناة الولادة وهي المسافة بين الرحم وفتحة المهبل، وهذا ما يؤثر على عضلات المهبل، كما أن الولادة الطبيعية تؤدى إلى كبر حجم المهبل، لذلك ينصح بعض الأطباء بالجلوس في حمام ماء دافيء فيه نسبة من الشبة للمساعدة في رجوع فتحة المهبل إلى وضعها الطبيعي، وممارسة بعض التمارين الرياضية لتقوية عضلات الحوض والمهبل.
الولادة أمر مفرح ومبهج للكثيرات من السيدات، ولكن بمجرد الانتهاء من هذه المرحلة تبدأ سلسلة من الألم والأوجاع المختلفة، وكل ما على الأم هنا تحملها لتتمكن من رعاية طفلها على الوجه الأصح، شكرا لكِ سيدتي على تحمل كل هذه الأوجاع.