وضعيات الولادة الطبيعية المخففة للألم والمساعدة على الطلق وفتح الرحم
أكاد أسمع دقات قلب طفلك على جدار بطنك مستأذناً في الخروج، وطالباً منكِ العون والسند على الخروج الآمن السليم، من خلال وضعيات الولادة الميسرة والآمنة، والتي تساعده على الخروج دون متاعب، ولا التسبب لكِ بالمزيد من الآلام، فهلا أذنتِ له بالمساعدة من خلال التعرف على هذه الوضعيات من خلال موضوعنا هذا؟ فسنعرض أهم الوضعيات لكِ، لنساعدك على تخطي هذه اللحظات الحاسمة التي تختمين بها مرحلة الحمل السعيد، للبدء بمرحلة الأمومة الحانية، فكوني معنا للنهاية.
ماذا تعرفي عن وضعيات الولادة؟
الكثير من الوضعيات تخفف ألم الطلق وتساعد على الولادة بأقل ألم ممكن، فعند وصولك لوقت الولادة الحاسمة سيتعين عليكِ تحديد الوضعية الأنسب لكِ للولادة، والتي تكون أكثر ملائمةً لكِ ولجسمك، ومساعدةً لكِ على التركيز في الولادة والمرور منها بسلام، فغالب تخيلنا عن وضعيات الولادة هو الاستلقاء على السرير على الظهر، لكنها ليست الطريقة الوحيدة بالحقيقة، كما أنه ليس عليك أن تظلي على وضعية واحدة إلى انتهاء الولادة، فيمكنك التغيير إن رأيتِ غيرها أفضل وأسهل لكِ، ومساعداً بشكل أفضل على الدفع وخروج الجنين.
فوائد الولادة ذات الوضعية المستقيمة
كما ذكرنا فهناك الكثير من الوضعيات تساعد على الولادة اليسيرة والآمنة، إلا أن أشهرها الولادة بالوضع المستقيم، والذي يحقق لكِ ولجنينك الكثير من الفوائد، مثل التقليل من ضعف الجنين والحفاظ عليه، وعدم الحاجة لشق العجان، وهذه الفوائد الأخرى التالية:
- قلة الحاجة لاستخدام معدات الولادة، مثل الملقط والشفاط.
- المساعدة على اتساع الحوض لتسهيل خروج الجنين، والتحفيز على فتح الرحم بقدر كاف.
- دعم الرحم ورفع كفاءة وقوة الانقباضات، وتمهيد الطريق لخروج آمن للوليد من خلال التقصير لعمق قناة الولادة.
- المساعدة على وضعية نزول الرأس من الرحم والولادة الطبيعية التامة، وعدم الحاجة للتدخل بالجراحة القيصرية.
- حماية الجنين وتأمين وصول الأكسجين له بشكل كامل أثناء الولادة، لعدم التأثير على خلايا المخ، ذلك من خلال تخفيف الضغط على الشريان الأورطي للأم.
- الشعور بالثقة بالنفس وقدرتكِ على السيطرة على الأمور، وهو ما يعطيكِ قوةً أكبر بالولادة.
وضعيات تسهل الولادة بشكل كبير
هناك الكثير من وضعيات تساعد على فتح الرحم بالولادة، والكثير من الطرق السهلة أيضاً، فلا داعي للقلق بعد الآن، يمكنكِ اختيار الأفضل لكِ منها لتقومي بهذا بنجاح وقوة وثقة، وسنعرض لكِ الآن أهم وضعيات تسهيل الولادة، لتساعدك بدرجة كبيرة وهي كالتالي:
الرقود على الجانب
تعتبر وضعية النوم على الجانب من أكثر الطرق المساعدة على الشعور بالراحة، مع التدفق للدم بشكل جيد للجنين والرحم، وهي من الطرق الأكثر راحةً بعد حقنة الابيديورال، إذ سيصعب عليك النوم على الظهر بعدها، كما يمكنكِ وضع وسادة بين ركبتيكِ لتمام الراحة.
وضعية الركوع على اليدين والركبتين
هذه الوضعية من أكثر وضعيات الولادة المخففة للضغط على العمود الفقري، وبها يمكنك أن تركزي على يديك وركبتيكِ، على السرير أو على السجادة بالأرض، كما تساعد هذه الوضعية على الدوران للطفل بالشكل المناسب للخروج الآمن، ويساعد على الإمداد الجيد للجنين بالأكسجين، كما يمكن الحصول على بعض الراحة لذراعيكِ بخفض كتفيكِ إلى السرير أو الأرض، كما يمكن الاستعانة بوسادة لوضع رأسكِ عليها أثناء الولادة.
الاتكاء الخلفي
من الوضعيات الرائعة والمفيدة جداً بالولادة، خاصةً عند تعرضكِ للولادة الخلفية، حيث يمكنكِ الاتكاء بها على ركبتيك، لسهولة الدفع للجنين، وتشجيعه للتحرك للأمام، فهذه الوضعية تسمح لكِ بنقل الضغط بالاتجاه السفلي من العمود الفقري، كما تقلل هذه الوضعية من آلام الجلوس.
استخدام حوض الاستحمام
يعتبر استخدام وضعية النوم على الجانب بحوض الاستحمام بالولادة من الطرق الفعالة في المساعدة على الولادة، كما أن لها دوراً كبيراً في تخفيف الألم، كما يعمل حوض الماء الدافيء على تسريع الولادة، فإذا لم يكن لديك حوض استحمام قد يؤدي الاستحمام بالماء الدافيء إلى تخفيف الألم بنفس الدرجة تقريباً، لذا ينصح به دائماً قبل اللحظات الحاسمة من الولادة الطبيعية.
وضعية شبه الجلوس
تعتبر وضعية شبه الجلوس من الوضعيات المريحة جداً والمميزة للكثير من السيدات، حيث تقومين فيها بالجلوس بشكل مائل للخلف، واضعةً خلفك بعض الوسادات، أو بواسطة الاستناد على الشخص المساعد، مع الميل للأمام مع كل انقباضه، أو السحب للركبتين باتجاه الجسم.
القرفصاء
لوضعية القرفصاء (الإسكوات) الكثير من المزايا والفوائد، فهي وضعية مساعدة على الفتح للحوض بالقدر الكافي للولادة الطبيعية، من خلال منح الطفل الفراغ للتحرك بقناة الولادة، وهي من الوضعيات المساعدة على الدفع للجنين بشكل أفضل وأكثر فاعلية، فقط عندما يحين الوقت لمحاولة تسهيل الولادة، اجلسي مستخدمةً الكرسي للإمساك به والجلوس بوضع القرفصاء إلى جواره، أو بواسطة الماسك للقرفصاء الموجود بسرير الولادة، كما يمكنك الاعتماد على الحائط لجلوس القرفصاء، كما يفضل الجلوس على هذه الوضعية لبعض الوقت.
وضعية الركوع
تعتبر وضعية الركوع من الوضعيات المخففة لآلام الظهر، والتي يمكن القيام بها باستخدام الكرة المطاطية المساعدة على الولادة، أو الوسادات، فإذا كنتِ بالمشفى فقط اطلبي رفع السرير وابدأي بالركوع على الجزء السفلي منه، مع سند الذراعين والجزء العلوي من جسمك على الجزء العلوي من السرير.
الجلوس بواسطة قدم واحدة
يمكنك بهذه الوضعية الجلوس على المقعد، مع رفع إحدى القدمين، مع الميل على القدم المرفوعة مع كل انقباض، وهي من الطرق المميزة، حيث يعتبر الوضع غير المتماثل حلاً رائعاً ومسهلاً للولادة بشكل كبير، كما قد يكون البقاء على هذه الوضعية لبعض الوقت مفيد جداً، مع وجود الدعم تحت الركبتين.
وضعية الاتكاء
من وضعيات الولادة الرائعة، والتي يمكنك القيام بها بالوقوف والميل للأمام والرفع لإحدى القدمين أمامكِ على مقعد وثني الركبة والميل بجسمك باتجاهها بوقت الانقباضات، كما يمكنك القيام بهذا بدون الحاجة للإضافات أو الاستخدام لدعامة لراحة قدميك، فقط ضعي إحداها أمام الأخرى واثني ركبتك مع الميل للأمام.
وضعية الميل للأمام
تعتبر وضعية الميل للأمام من الطرق المفيدة جداً بتخفيف آلام الظهر، والتمكن من سهولة تدليكه للحد من الوجع، فقط يمكنكِ الجلوس على مقعدك والانحناء للأمام مع الاستناد على المنضدة الموجودة أمامكِ، وهي من الوضعيات التي تمنحكِ قوة لدفع للجنين.
كرة الولادة
يعتبر استخدام كرة الولادة من أهم وضعيات الولادة المساعدة على الفتح للحوض بالقدر المناسب، كما يمكنكِ المكوث عليها لفترة طويلة، وللكرة دور كبير في دفع منطقة العجان بطريقة عكسية، وهو ما يساعد بشكل كبير في التخفيف من الألم، كما يمكنك الدوران بالكرة والتأرجح وتغيير وضعيتك أكثر من مرة، كما تساعدكِ على الولادة بأكثر من وضعية وبطريقة سهلة.
الوقوف أو المشي
يعد المشي من أهم الأمور المساعدة على تسهيل الولادة، والموصي به من الأطباء بالفترة الأخيرة من الحمل، وهو من وضعيات الولادة الميسرة لفتح الرحم و المخففة للألم بشكل كبير، خاصةً بالمراحل المبكرة، حيث يمكن الوقوف والمشي بالاستناد إلى زوجك أو أحد أفراد الأسرة للدعم عند حدوث الانقباضات، مع لف الذراعين حول رقبة زوجك والتحرك بشكل أشبه بحركات الرقص.
وضعية التأرجح
يعتبر التأرجح والحركات الإيقاعية من أكثر ما يريحك بالولادة، سواءً كان على كرة المطاط الخاصة بالولادة والتي تعمل على تسهيلها، أو على المقعد، أو على حواف السرير، كما يمكن طلب الدعم من المساعد لكِ بالولادة أثناء جلوسك على الكرسي، بأن يميل على ركبتيك أثناء جلوسه على الأرض، لتخفيف آلام الظهر من خلال الضغط عليهما.
وضعية التمايل
كما ذكرنا فلا يوجد وضعية مثالية ثابتة للولادة، بل يمكنك التمايل والتغيير بوضعك حسب ما تجدينه مناسباً لكِ، ومساعداً على قوة الدفع والخروج للجنين، وحسب ما تجدينه أشد راحةً واسترخاءً، وهو ما يجب عليكِ تجريبه بالأيام الأخيرة قبل الولادة لتحديد المناسب والأفضل منها.
ختاماً فهذه أشهر طرق ووضعيات الولادة الميسرة والمخففة من الألم، والتي تساعدك على المرور الآمن والمريح من هذه التجربة الممتعة، والتي ستختفي كل آلامها بمجرد سماعك صوت وليدك خارجاً إلى الحياة بسلام، فقط تذكري أن تختاري ما ترتاحين إليه، ويساعدك على سهولة إخراج هذا الوليد الجميل الذي طال انتظاره.