وضع الجنين قبل الولادة | وبعض تمارين لتغيير وضعيته
من أهم التساؤلات التي تشغل المرأة خلال فترة حملها ما هو وضع الجنين قبل الولادة، هل سيكون بصحة جيدة؟ إذ لا توجد فرحة تضاهي فرحة الأم عند إحساسها بطفلها يتحرك وينمو داخل أحشائها، وتظن بعض السيدات أن حركتها الشخصية تؤثر أيضًا علي وضع الجنين داخل رحمها، وهذا صحيح فيمكن تعديل حركة الجنين داخل رحم أمه عن طريق حركتها، وتتعدد أوضاع الجنين من بداية الحمل وحتى خروجه معافى لدنيانا، ويجب على الطبيب المختص ضرورة متابعة وضعه وتحركه كمتابعة علاماته الحيوية، لأن إهمالها قد يعرض حياته للخطر، وسنتحدث بشكل مفصل عن وضعيته قبل المخاض خلال السطور القادمة.
وضع الجنين قبل الولادة
الوضع الصحيح للجنين في رحم أمه يحميها من أي مشكلات، بل ويقرب لها الطريق إلي الولادة الطبيعية ويبعدها عن القيصرية، وفيما يلي بعض الأوضاع التي يمكن أن يتعرض لها الجنين خلال الثلث الأخير من الحمل، سنسردها بشكل تفصيلي فيما يلي:
وضع الجنين الأمامي
يعتبر الوضع الأكثر شيوعًا بين السيدات الحوامل، وأكث رهم صحة، نتيجة لكبر حجم الجنين المتزايد ومحاولته التأقلم في هذا المكان بحيث يضع الجزء الأكبر من جسمه في المكان الأوسع، فيصبح رأسه لأسفل والوجه في اتجاه ظهر الأم، ويقوم بإمالة رأسه وتلامس ذقنه صدره، فيحفز الجزء المسطح من الرأس عنق الرحم ومساعدته فى الولادة.
وضع الجنين الخلفي
يصبح رأس الجنين لأسفل ولكن الوجه في اتجاه المعدة وليس إلي ظهر الأم، وفي أغلب الحالات التي تعاني من هذه الوضعية يعود للوضع الطبيعي، مع حدوث طلق وقرب موعد الولادة، في حين يظل البعض الآخر كما هو، وبقاء الجنين بهذا الشكل يؤدي بالأم إلى مواجهة ولادة طويلة والشعور بآلام حادة في الظهر.
وضع المجيء المقعدي
ويتخذ فيها الجنين وضعية الجلوس الكامل، فالرأس لأعلى والمقعدة (المؤخرة) والأرجل لأسفل ليواجهوا حوض الأم، وتنتج تلك الحالة في معظم الحالات لضيق رحم الأم، وتنقسم هذه الوضعية إلي:
- المجيء المقعدي الكامل: إذ يضم فيه الجنين ساقيه إلي صدره وقد تصل قدميه إلى الأرداف، وتصبح المقعدة مواجهة لقناة الولادة.
- المجيء المقعدي الصريح: لا يقوم الجنين بضم قدميه ولكن يبسطها أمامه، وتكون قدمه موازية لوجهه، والأرداف تواجه قناة الولادة.
- المجيء المقعدي القدمي: أي تأتي قدم الجنين أولاً لتواجه قناة الولادة.
وضع الرقود المستعرض
ينام فيه الجنين بشكل عرضي (أفقي)، ليرسم العمود الفقري له مع العمود الفقري للأم ويكونان زاوية قائمة، ويغلق ظهر الجنين قناة الولادة، نسب حدوث هذه الوضعية قليلة جداً، ولكن وإن صدف تواجد إحداها يلجأ الأطباء إلى القيام بولادة قيصرية، لخطورة نزول الحبل السري قبل الجنين.
متى يبدأ الجنين باتخاذ وضع ما قبل الولادة؟
يبدأ وضع الجنين قبل الولادة من الأسبوع الـ 32 إلى الأسبوع الـ ٣٦، وخلال تلك الفترة يستطيع الطبيب تحديد نوع الولادة طبيعية أم قيصرية، وتستطيع بعض الأمهات تحديد وضع الجنين بأنفسهن، ولكن الطريقة الأدق والأصح هي قيام الأم بأشعة الموجات فوق الصوتية (السونار).
تمارين لتغيير وضع الجنين
يتغير وضع الجنين بصورة مستمرة حتى ساعة الولادة، ودراية الأم بوضعه قبل الولادة بفترة، يمكنها من محاولة تغيير تلك الوضعية لتيسير عملية الولادة، مثل ممارسة الرياضة وبعض تمارين لتغيير وضعية الجنين، على الحامل الالتزام بالقيام بمعظم تلك التمارين ما يعادل 3 مرات في اليوم لمدة 15 دقيقة، وإليكِ بعض هذه التمارين:
المشي
يعتبر المشي من أخف الرياضات التي يمكن للحامل ممارستها من أول حملها دون خطر عليها، وبعض الأطباء ينصحون المرأة في شهرها الأخير بالمشي يومياً بعد تناول الطعام بساعتين، مع متابعة نسبة الجلوكوز في الدم حتى لا تشعر بالدوار أو الهبوط المفاجيء، ولتمكين الجنين من الحركة والعودة للوضع الطبيعي، لأنه يعمل علي توسيع عظام الحوض، فحاولي انتقاء الوقت والمكان المناسب عند عزم النية على المشي لكي لا تشعري بالملل، إذ أن من شأنه تقليل حالات الإمساك والإنتفاخ، وله دور أيضًا في الحفاظ علي الوزن، وتقليل الشد العضلي أثناء الحمل.
اختيار وضعيات الجلوس المناسبة
يجب على الحامل الانتباه إلى الوضعيات المريحة، من أبرزها ما يلي:
- استخدام وسادة للجلوس عليها، إذا كانت سيدة عاملة وتجلس لفترات طويلة أو تقود السيارة.
- استخدام الكرة المطاطية في الجلوس عليها في آخر فترات الحمل.
- الجلوس في وضع التربيع لكونه يساعد في نزول رأس الجنين في الحوض، ويعمل علي اتساع عظام الحوض.
- يجب وضع القدمين بنفس عرض الأكتاف حتى يتم توزيع الوزن بالتساوي.
تمرين السجود
تنزل المرأة بيديها الاثنين وركبتيها على الأرض وتتحرك بجذعها للأمام والخلف، تخرص على ممارسة هذا التمرين مرتين يومياً، لمدة 10 دقائق، حيث يعمل علي إيصال رأس الجنين إلي الحوض بشكل مناسب لـ الولادة الطبيعية.
الوضع المقلوب
يجب على السيدة الحامل استشارة الطبيب للسماح لها بممارسة هذا التدريب، لإمكانية حدوث دوخة وتعب و تقلصات واضطرابات في حركة الجنين، وهو عبارة عن جلوس المرأة في مكان مرتفع وليكن السرير ثم تنزل بيديها على الأرض، ورأسها في وضع حر، والبقاء هكذا لمدة 30 ثانية، ويمكن تكراره ثلاث مرات يوميًا.
تمرير الفخذين
استخدام وضع التربيع ووضع القدمين أمام الجسم وجعلهما في وضع تلامس والظهر مفرود، ثم تحريك الوسط يمينًا ويسارًا، أمام وخلف في اتجاة عقارب الساعة، يحسن هذا التمرين الظهر والمعدة لتحمل آلام الولادة والطلق، ويساعد على إنزال رأس الجنين إلى الحوض، يمكن تكراره 4 مرات يومياً.
وضع النوم
نوم الحامل على جانبها الأيسر خلال الحمل يمكنها من إعطاء فرصة للدم والغذاء الوصول إلى المشيمة، كما تساعد قوى الجاذبية على تغيير وضعية الجنين، ويتحتم على الحامل وضع وسادة بجانبها لتخفف من الضغط على الظهر والبطن، وواحدة بين الفخذين.
تمرين التنفس
بعد مرور وقت الحمل ونمو الجنين المتواصل وكبر حجمه وضغطه على الحجاب الحاجز، قد تواجه الأم صعوبة في التنفس، وعند القيام بأي مجهود لابد من ممارسة تلك التمارين لتسهيل عملية التنفس ولإتاحة مجال للجنين للعودة للوضع الطبيعي.
وضع القرفصاء
على الحامل محاولة استخدام جلوس القرفصاء لأنه يعمل على تقوية عضلات الرجل وأسفل الظهر، والإسراع من نزول رأس الجنين إلى الحوض وفتح الرحم، ويتم عن طريق الجلوس علي أرض مسطحة مستوية، مع إسناد ظهرك علي الحائط بشكل مستقيم، وجعل القدمين في وضع تقابل مع ملامسة الباطنين، ويمكن القيام به لمدة 20 دقيقه يومياً.
تمارين لتغيير وضعية الجنين المقعدي
كما ذكرنا في السابق ما هو وضع الجنين المقعدي وأنواعه، وعلمنا أيضًا إنه من أخطر الأوضاع التي يمكن أن تعرض الأم وطفلها إلي مخاطر كبيرة عند اللجوء إلى الولادة الطبيعية، أو الاتجاه إلى الولادة القيصرية، ولكن تبين أن هناك بعض تمارين لتغيير وضعية الجنين المقعدي بدون أي مخاطر أو مجهود، من أبرزها ما يلي:
تمرين الهرة
اتخاذ المرأة وضع يشبه وضع السجود مع رفع الرأس لأعلى وكذلك المؤخرة، وجعل الظهر يشبه القوس المعكوس ثم تحويل الرأس لأسفل والنظر إلى البطن مع شد الظهر لأعلى لعمل ما يشبه القوس.
تمرين إمالة المؤخرة
تنام الحامل على ظهرها ثم تقوم برفع نص جسمها السفلي، عن طريق ثني الوركين ويمكن دعمهما بوسادة أسفل الخصر، ومن الأفضل القيام بهذا التمرين قبل الاكل، لأن الطفل يكون في ذلك الوقت في حالة نشاط، ويجب القيام بهذا التمرين 3 مرات يومياً لمدة 15 دقيقة، ومن الضروري التنفس بصورة منتظمة، مع ملاحظة وجود أي شد عضلي للبطن، ويمكن استخدام الكمادات الباردة والدافئة مع هذا التمرين لزيادة فعاليته.
السباحة
علي المرأة الحامل أثناء ممارسة السباحة محاولة تحريك رأس الطفل بلطف إلى الحوض، فإنعدام الوزن والماء لهما دور في تقليل الضغط على الجنين، مما يترك له البراح للعودة إلى وضعه الطبيعي، فعند قيام بهذا التمرين في الشهور الأخيرة من الحمل، فإنها تجعله في حالة جيدة، وعلىها الانقلاب من الأمام إلى الخلف في عمق مناسب، ليعمل على إرخاء العضلات، ويمكنها حبس نفسها مع القبض على اليدين ليعطيها هذا قدر عالٍ من التوازن.
تمرير الركبة إلى الصدر
من أهم العوامل المستخدمة في هذا التمرين هي الجاذبية، نزول المرأة إلى الأرض والاستناد على كفيها مع جعل الظهر مستوي ثم رفع القدم اليسرى وإيصالها للصدر، ثم العكس رفع القدم اليمنى إلي الصدر، مع إخراج شهيق وزفير في كل مرة بالتبادل، ويمكن ممارسته مرتين يومياً لمدة 15 دقيقة.
يفضل القيام به على معدة فارغة لعدم الشعور بالتعب السريع، وإن كان لديك القدرة في هذا الوقت على الشعور بالجنين، فيمكنك الإستناد على يد واستخدام الأخرى، والضغط بصورة لطيفة أعلى عظمة العانة على نهاية مؤخرة الطفل ومحاولة تحريكها.
تمرين الانقلاب إلي الأمام
يجب على الزوجه عمل كافة الاحتياطات اللازمة لتحميها وتقلل من مخاطر هذا التمرين، فيمكن أن تستعين بزوجها أو أحد أفراد أسرتها، مبدئيًا تتخد وضعيه الركبة إلى الصدر ثم تقوم بوضع ركبتيها على مكان مرتفع وليكن السرير، وتقوم في المقابل بوضع كفيها علي الأرض والإتكاء عليهما، مع فرد مستوى الظهر وثني الرقبة، ليعمل على إرخاء العضلات، ويمكن القيام بها أربع مرات في اليوم بدلاً من استمرارها لمدة أطول.
طرق أخرى لتغيير وضعية الجنين المقعدي
ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الأساليب الحديثة بجانب تمارين تغير وضعية الجنين المقعدي، لإعادته إلى وضعه الطبيعي لتجنب حدوث ولادة قيصرية وانخفاض عدد نبضات الجنين أو انفصال المشيمة، وتم تجربة تلك الطرق وثبتت نجاحها بنسب كبيرة، ومن أهمها ما يلي:
طريقة الكي
تحتاج تلك الطريقة إلى التعود والتكرار بصورة دورية، حتى نحصل منها على النتيجة المرجوة وهي عودة الجنين لوضعه السليم، يتم فيها تسخين بعض المناطق في قدم السيدة الحامل، وبعد فترة يتحرك الجنين وقد يتمكن من العودة للوضع الصحيح.
طريقة التحويل البطني الخارجي
يبدأ الطبيب بإعطاء الأم مهديء يساعد على ارتخاء عضلات الرحم، ويقوم بعمل تكنيك من حركات الضغط والتحويل المدروسة على بطن الحامل، وفيها يقوم الطبيب بمحاولة تخليص مقعدة الجنين من منطقة حوض الأم وتحويلها لأعلى، وفي نفس الوقت يحاول تحويل رأسه من أعلى إلى اتجاة الحوض، ليتم تغير وضعه إلى الوضع الصحيح للولادة، ولكن خلال ذلك تشعر الأم بألم شديد.
عوامل يجب توافرها قبل القيام بالتحويل البطني الخارجي
هناك بعض العوامل قبل البدء في عمل هذا التمرين، منها كالآتي:
- أن يكون الجنين طبيعي النمو بدون أي إعاقات.
- أن يتوافر السائل الأمينوسي بكثرة في الرحم.
- إعطاء الأم مهديء ليعمل علي إرخاء الرحم.
بعد ذلك يضغط الطبيب علي الرحم ويحاول إخراج مقعدة الجنين من حوض الأم ورفع رأسه لأعلى.
الكرات الرنانة
يظن البعض إنه عند وضع مجموعة من الكرات بالقرب من الأم لإصدار بعض الأصوات الرنانة، سوف تخطف انتباه الجنين، ويلتفت إليها، وتعتبر من أبسط طرق الاتصال مع الجنين، حيث يشعر إنه يوجد من يراقبه ويتتبع حركاته، وهذا الأمر يدفعه إلى الحركة، والعودة لوضعه السليم، ويمكن استخدام نفس الأسلوب ولكن باستخدام كشاف مضيء وتمرير الضوء علي الأم بداية من الأضلع وحتى أسفل، ليعرف الجنين الطريق للعودة لوضعه الطبيعي في رحم الأم.
في الختام يجب على كل سيدة حامل الإهتمام بصحتها وصحة جنينها، والمتابعة الدورية مع طبيب مختص لتجنب حدوث أي مشكلات أو مضاعفات، وعند إحساسك بأي تغير حتى لو كان بسيط من وجهة نظرك، فرجاء التوجه إلى أقرب مستشفي لكي تطمئني علي نفسك وعلى جنينك، لكي تحصدي ثمرة رحلتك على خير وجه.