تأثير ولادة طفل كبير الحجم على الأم والجنين بالولادة الطبيعية أو القيصرية
يزداد وزن الطفل تدريجيًا كلما تقدم الحمل، وعند وصوله إلى الشهر التاسع واقتراب موعد الولادة من المفترض أن يكون حجمه ثلاثة كيلو جرام، ويقوم الطبيب بتحديد وزن الطبيب باستخدام الموجات فوق الصوتية، وإذا زاد حجمه عن المعدل الطبيعي تُشخص الحالة على أنها “عملقة الجنين”، ولكن ما تأثير ولادة طفل كبير الحجم على الأم؟ بالطبع ستتأثر الأم بحجم الجنين وتبدأ في المعاناة، تابعوا قراءة الموضوع لتتعرفوا على أسباب وخطورة ومضاعفات طفل كبير الحجم.
تأثير ولادة طفل كبير الحجم على الأم
المعدل الطبيعي لوزن الجنين هو 3.4 كيلو جرام، بينما الأطفال الذين يبلغ وزنهم أربعة كيلو جرام وأكثر فهم تابعين لحالة عملقة الجنين، ومن الصعب جدًا تحديد هذه الحالة وهو مازال بداخل الرحم، ولا يتم التأكد من العملقة إلا بعد أيام من الولادة، وإذا شك الطبيب في ضخامة الطفل فإنه يلجأ إلى السونار للتأكد من ضخامة الطفل ولكنها قد لا تعطي نتائج دقيقة في معظم الأحيان، وفي بعض الحالات يكون تأثير ولادة طفل كبير الحجم على الأم تأثيرًا خطيرًا وبعض الأمهات الأخرى تلد طفلها بشكل طبيعي دون أي مضاعفات.
تأثير ولادة طفل كبير الحجم بعد الولادة
يمكن مجيء الطفل بـ ولادة طبيعية أو قيصرية كُلُ يتوقف على حالة الأم، وستكون الولادة صعبة جدًا وخطيرة على الأم، ولن يقتصر الخطر على الأم فقط بل قد يتأثر الجنين بحجمه الكبير، فتتأثر صحته بعد ولادته، وفي معظم الحالات يتعرض الجنين إلى المخاطر التالية:
- زيادة وزن الجنين في المستقبل وإصابته بالسمنة المفرطة مقارنة مع زملاء سنه.
- قد يتعرض الجنين إلى الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وبالتالي يكون معرضًا دائمًا لارتفاع ضغط الدم والسكر، ومضاعفات هذه الأمراض خطيرة جدًا.
- تضعف قدرة الطفل على تحمل الجلوكوز مستقبلًا، ويكون أكثر عُرضة للإصابة بالسكري بنوعيه الأول والثاني.
أعراض ولادة طفل كبير في الحجم
قد تشك الطبيبة في حجم الجنين وتلجأ إلى فحص الموجات الصوتية، ولكن من الصعب جدًا اكتشاف العملقة قبل الولادة وتشخيصها، ولكن قد تظهر بعد المؤشرات الحيوية التى تدل على أن حجم ووزن الجنين ليسوا بالمعدل الطبيعي، وحين ملاحظة هذه الأعراض يتأكد الطبيب المعالج أن حجم الجنين كبير، ومن هُنا يتخذ الإجراءات اللازمة لحدوث الولادة بشكل طبيعي، وتتمثل هذه الأعراض في التالي:
ارتفاع قاعي كبير
أثناء الزيارات الشهرية للطبيب ومتابعة الحمل، قد يقوم الطبيب بقياس الارتفاع القاعي، وهو المسافة من الرحم بالأعلى وحتى عظام العانة، ويوجد هذا الارتفاع بمعدل معين وهو المعدل الطبيعي، أما في حالة العملقة الجينية فتكون هذه المسافة كبيرة جدًا، وبكل سهولة يمكن ملاحظتها والتعرف على أنها حالة عملقة وليس مجرد زيادة وزن طبيعي للجنين.
الاستسقاء السلوي
وهي زيادة في نسبة السائل السلوي الموجود حول الجنين والذي يحميه من أي مخاطر، وإذا زاد هذا السائل عن المعدل الطبيعي أو المتوسط فإن الجنين يتبع العملقة الجينية، حيث أن هذا السائل يعكس معدل البول الذي يقوم الجنين بإخراجه، وبالطبع فإن معدل البول يختلف من الكبير إلى الصغير، وكلما زاد حجم الجنين تزداد كمية البول التي يخرجها يوميًا.
أسباب ولادة طفل كبير الحجم
التغذية السليمة للسيدة الحامل قد تؤثر على حجم جنينها فيزيد وزنه عن المعدل الطبيعي، وفي هذه الحالة تكون ولادة طفل كبير الحجم احتمالًا أكيدًا، وقد تظن الحامل أن وزنها هو العامل الوحيد المؤثر في زيادة حجم الجنين، ولكن هناك أسبابًا وعوامل أخرى تتسبب في ولادة طفل كبير، وتتمثل هذا الأسباب في التالي:
عمر الأم الحامل
أشهر العوامل المؤثرة في زيادة حجم الجنين، وكلما تقدمت بالعمر زادت الفرص لديها في ولادة طفل ذو حجم كبير، وعلى العكس تمامًا، فالنساء صغيرات السن هن الأكثر عرضة لولادة طفل صغير الحجم، ولذا فإن الحمل بعد سن 35 سنة غير مرغوب فيه، وذلك لأن أضراره أكثر من فوائده، ويكون تأثير ولادة طفل كبير الحجم على الأم تأثيرًا خطرًا مسببًا لها مضاعفات خطيرة.
مستوى السكر في دم الحامل
عند ارتفاع نسبة السكر بالدم يتأثر بذلك هرمون الأنسولين الذي يؤثر بشكل كبير على هرمون النمو، وبالتالي يزداد الجنين في الحجم بشكل غير مقبول، وكلما ارتفعت مستويات السكر ترتفع مستويات النمو ويصبح الجنين أكبر حجمًا، والنساء المصابات بالسكري من النوع الثاني هن الأكثر تعرضًا لولادة أطفال كبيرة في الحجم، ولكن باتباع نظام غذائي سليم وممارسة تمارين رياضية مناسبة يمكن السيطرة على نسبة السكر وتقليل فرص ولادة طفل كبير في الحجم.
عوامل وأسباب وراثية
جينات الأم والأب في كثير من الأحيان تؤثر على حجم الجنين، في كثير من الأحيان قد ينمو الجنين بشكل طبيعي دون التأثر بالعوامل الوراثية، ولكن على العكس هناك حالات عديدة تتأثر بالجينات الوراثية عن الأم والأب ويزداد حجمه ويكون تأثير ولادة طفل كبير على الأم صعبًا جدًا وقد تتطور المضاعفات إلى موت حتمي للأم أثناء ولادتها.
زيادة مرات الحمل السابقة
يظهر تأثير ولادة طفل كبير الحجم على الأم بسبب زيادة مرات حملها وبالأخص حملها المتكرر في فترات زمنية قصيرة، وبدءًا من الحمل الرابع فإن الحامل معرضة بفرص كبيرة جدًا للعملقة الجينية، وتزيد فرص حملها بطفل كبير في الحجم، بل أن فرص الخطر على صحتها نتيجة عملقة جنينها كبيرة جدًا، وقد تتسبب في وعكات صحية شديدة سواء أثناء ولادتها أو بعدها.
الولادة المتأخرة
إذا انتهت الشهور المحددة للحمل ومضى أسبوعين أو أكثر على موعد الولادة ولم تحدث ولادة حتى الآن، فهنا تكون الحامل معرضة لخطر كبير ناتج عن زيادة وزن جنينها داخل الرحم، فبعض النساء تنتظر الطلق وتعتقد أنها كلما تأخرت في الولادة كلما زادت فرص ولادتها طبيعيًا، وهو أمرًا خطيرًا يسبب لها أضرارًا، بل قد يموت جنينها في رحمها وهي لا تعلم، لذا عليكِ استشارة الطبيب إذا رغبتِ في الولادة الطبيعية.
تاريخ طبي سابق مع العملقة
إذا أنجبت الأم طفلًا عملاقًا من قبل، فإنها تكون مُعرضة لإنجاب طفلًا عملاقًا مرة أخرى، فتأثير ولادة طفل كبير الحجم في المرة الأولى مؤكدًا بنسب كبيرة أن يحدث من جديد للأم عند ولادتها لطفل ثاني، لذا استشيري طبيبك قبل الشروع في الحمل مرة ثانية لتجنب التعرض لولادة طفل كبير في الحجم مرة أخرى، وولادة طفل طبيعي.
خطورة ولادة طفل كبير الحجم
بسبب بعض العوامل والأسباب التى ذكرناها لكِ مسبقًا، قد يزداد حجم الجنين عن 3.4 كيلو جرام، مما يزيد من خطر الولادة على الأم ولا تتأثر الحامل فقط بحجم جنينها الكبير، بل يتأثر الجنين أكثر منها، بل قد ينحشر بقناة الرحم ويموت قبل نزوله للحياة، وقد يتعرض لمضاعفات أثناء الولادة وما بعدها، لذا فإن ولادة طفل كبير في الحجم لها مخاطر كثيرة وتتمثل مخاطرها في التالي:
- تعلق كتف الجنين بقناة الولادة أثناء نزوله من الرحم.
- تكسر عضلات وعظام الجنين أثناء ولادته.
- يستغرق المخاض وقتًا طويًلا عن المعتاد قد يتمزق الرحم في هذه الحالة من شدة المخاض وطول مدته.
- قد لا يخرج الجنين من الرحم إلا إذا استخدم الطبيب شفاطًا لإخراجه.
- بنسبة 90% قد تكون الولادة قيصرية وليست طبيعية.
- لا يصل الأكسجين بالكمية المناسبة التي يحتاج إليها الطفل.
مضاعفات ولادة طفل كبير الحجم
قد تتعرض الأم إلى مضاعفات صحية خطيرة عند ولادتها لطفل كبير في الحجم سواء قيصريًا أو طبيعيًا، فقد يستغرق المخاض وقتًا طويلًا، وقد يتكسر كتف الجنين ولا يخرج إلا بأحد أدوات الطبيب، وإذا حدث وولدت الأم طبيعيًا لطفلًا كبيرًا في الحجم، فإنها مُعرضة لمضاعفات صحية خطيرة، وتتمثل هذه المضاعفات في التالي:
- تمزق المهبل والعضلات الموجودة حوله والموجودة بينه وبين الفتحة الشرجية.
- يمنع الطفل الكبير عضلات الرحم من الانقباض، فتُصاب الحامل بنزيف شديد أثناء الولادة.
- تعرضها لـ تسمم الحمل وفورًا يتوفاها الله، وقد يعيش الجنين في بعض الحالات.
- إصابة الأم بالتهابات مهبلية وكبدية بعد وضعها للجنين.
- ضرر كبير في منطقة الحوض والمنطقة المجاورة له.
- حدوث نزيف عند الولادة بسبب تقلص عضلات الرحم وتراخيها بشكل غير صحيح.
الوقاية من العملقة الجنينة
من الصعب جدًا ملاحظة العملقة ومن الصعب منعها، ولكنكِ إذا اتبعتي بعض العادات الصحية يمكنكِ الحمل بطفل سليم طبيعي كباقي النساء، وقد جاءت الدراسات في هذا الصدد وأكدت على أهمية ممارسة التمارين الرياضية وفوائدها الكبيرة في تقليل فرص الحمل بطفل عملاق، كما أن النظام الغذائي السليم وتناول أطعمة صحية يحتاجها جسم الحامل أثناء الحمل من الممكن أن يقلل من فرص الإصابة بالعملقة الجينية، وتتمثل طرق الوقاية في التالي:
مناقشة الطبيب قبل حدوث الحمل
إذا سبق لكِ وأنجبتِ طفلًا عملاقًا أو سبق وحدث حالات عملقة جينية سابقة لدى أمك أو جدتك، فعليك استشارة الطبيب وزيارته قبل حدوث الحمل ليوجه لكِ بعض النصائح التى تجعلك تتجنبين إنجاب طفلًا عملاقًا، بل وإن كنتِ تُعانين من سمنة مفرطة فيرشح لك طبيبًا آخرًا لتنظيم جسدك استعدادًا لحدوث حمل طبيعي.
مراقبة الوزن
إذا حصل وذهبتِ للطبيب واستمعتِ لنصائحه وحدث الحمل عليكِ أن تراقبي وزنك باستمرار، وكذلك أيضًا وزن جنينك، وبالطبع سيزداد وزنك أثناء الحمل بمعدل 16 كيلو جرام، ولكنها زيادة طبيعية وغير مسببة لأي ضرر، ولكن إذا زاد الوزن عن ذلك، فتزيد لديك فرص الإصابة بمضاعفات الحمل، والتى تنعكس على جنينك، من بين هذه المضاعفات العملقة الجينية.
المواظبة على ممارسة التمارين
بشكل عام فإن ممارسة التمارين للحامل أو الأم بعد ولادتها أو حتى قبل التفكير في الحمل أمرًا مفيدًا جدًا، فالتمارين تمد الجسم بالحيوية والنشاط، بل أنها تحميه من الكثير من الأمراض، لذا قد ينصح الأطباء السيدات الحوامل بضرورة ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي، ولهذا عليكِ بالتحدث مع طبيبك من اللحظة الأولى للحمل، لينصحكِ ببعض التمارين الرياضية التي تساعدك على تخطي فترة حملك بأمان.
التحكم في مستويات السكر بالدم
إذا كنتِ مصابة بالسكري أيًا كان نوعه، أو حملتِ مسبقًا وأُصبتِ بسكر الحمل عليكِ أن تذهبي لطبيبك وإبلاغه بحالتك قبل حدوث الحمل مرة ثانية، لأن الزيادة غير الطبيعية في معدلات السكر في الدم يسبب الكثير من المخاطر المرأة أثناء حملها، وضبط مستوياته والتحكم به أهم طرق الوقاية من العملقة الجينية التى يتعرض لها الجنين أثناء وجوده بالرحم.
وإلى هنا قد انتهى موضوعنا بعد، أخبرناكِ بتأثير ولادة طفل كبير الحجم على الأم، وكذلك على الجنين نفسه، لذا إذا حدث واكتشفتِ أنك حامل في طفل كبير في الحجم، عليكِ مناقشة طبيبك في حالتك لمعرفة أي ولادة تكون أفضل لكِ القيصرية أم الطبيعية، حتى تستطعي ولادة طفلك بسلام دون التعرض لأي مضاعفات أو مخاطر تُذهب بحياتك.