العناية بالطفل

مشكلة السرقة لدى الأطفال أهم الأسباب وطرق العلاج في 11 خطوة

” ابنك سارق” كلمتين اثنتين من شأنهما قلب كل الأمور رأسًا على عقب بالنسبة للآباء والأمهات حينما يعرفون أن ابنهم سرق شيئًا، ويبدأون في التصرف بطريقة غير لائقة مع الطفل جاهلين بالطريقة الصحيحة لعلاج السرقة لدى الأطفال والوسائل المناسبة للعقاب دون تحطيم نفسية الطفل، فإن كنت تجهل كيف تتعامل مع الطفل السارق تابعنا لتتعرف على أسباب اتجاه الأطفال لمثل هذا الفعل غير المحبب، وكيف تعالجه بالطريقة الصحيحة.

مفهوم السرقة لدى الأطفال

إن مفهوم السرقة عند الآباء واضح، فهم يعرفون جيدًا عواقبها والنتائج المترتبة عليها، ولكن الأطفال ليس لديهم هذا المفهوم بتاتًا، فقبل أن تحكم على طفلك بأنه ينقصه تربية يجب أن تتفهم أن الطفل لا يدرك معنى السرقة كما ندركها نحن، فكل ما يشغل باله هو الحصول على الشيء الذي ينقصه دون النظر إلى العواقب والتفكير في النتائج، وحتى دون التفكير في أضرار هذا الخطأ الأخلاقي وأن كل شخص له ممتلكاته التي لا يمكن لأي شخص آخر أن يتعدى عليها.

عند التفكير في علاج السرقة لدى الطفل يجب أن يقوم الآباء بتعريف مفهوم السرقة بالطريقة المناسبة حسب المرحلة العمرية للطفل مع ضرورة تقويم سلوكه باستخدام أساليب العقاب الملائمة في حال ارتكاب هذا الخطأ دون المبالغة فيه، ولكن قبل اتخاذ أي خطوة يجب عليك معرفة السبب الرئيسي الذي جعل طفلك يُقبل على السرقة لمعرفة الحل المناسب وفقًا لهذا السبب، هل هو بسبب عدم تلبية احتياجات الطفل فعليًّا أن هو مجرد حب امتلاك بسبب الدلال الزائد؟

أسباب السرقة عند الأطفال

كثير من الآباء يتساءلون عن كيفية علاج السرقة لدى الأطفال بغض النظر عن العوامل المؤدية لذلك، بل هم لا يهتمون من الأساس لمعرفة السبب، وهذا الأمر خاطئ تمامًا ولن يكون أسلوب التقويم الذي يتبعه أيًا كان مفيدًا مع الطفل دون فهم احتياجاته جيدًا، فنجد أن حوادث السرقة التي قد تكون بسيطة تظهر في بعض الأحيان وتنتشر بكثرة بدءًا من عمر الخامسة وحتى الثامنة، وهذه هي بداية ذهاب الطفل إلى المدرسة، فتكثر عمليات السرقة بسبب الغيرة، ولكن يمكن أن تكون السرقة نتيجة أسباب أخرى يمكننا عرضها لك في النقاط التالية:

قلة وعي الآباء

السرقة لدى الأطفال ودور وعي الآباءفي بعض الأحيان يمكن أن يكون الطفل واعيًّا أن ما يفعله هو سرقة واعتداء على ممتلكات الآخرين، ولكن هناك دافع يجعله مستمرًا في القيام بهذا الفعل أهمها هو نقص الوعي عند الآباء، حيث نجد أن بعضهم يشجع الطفل على السرقة بطريقة غير مباشرة، فعندما يبدي الأب والأم سعادتهما حينما يجدا الطفل يسرق شيئًا على سبيل المزاح؛ إذ يعتبرونه نوعًا من أنواع العفوية والشقاوة وهذا ما ينعكس سلبًا على الطفل، فيظن أن ما يفعله هو أمر جيد يجلب التسلية والمرح.

تقليد الأطفال سلوك الأكبر سنًا

أحيانًا تكون السرقة لدى الأطفال بسبب تقليدهم لأحد الأشخاص الأكبر منهم سنًا كالأخ الأكبر أو الأب، ونجد في بعض الحالات أن الأم تقوم بتشجيع طفلها على سرقة الأب وتبدي إعجابها بهذا السلوك، فيستمر الطفل في فعل هذا السلوك حتى تصبح عادة بالنسبة له.

طبيعة البيئة التي يعيش فيها الأطفال

البيئة المحيطة لها تأثير كبير جدًا عليه وعلى تصرفات وسلوكيات الطفل وعاداته وأخلاقه تباعًا، فعلى سبيل المثال إن كان الأب متوفيًّا أو مدمنًا على الكحول والمخدرات سيفتقر الطفل إلى الاهتمام والرعاية الضروريان في تلك المرحلة لإشباع الجانب العاطفي لديه، أو إذا كانت العائلة تعاني من الفقر المفجع سيشعر الطفل بالحرمان من جميع الأشياء حتى الاحتياجات الأساسية، وهذا ما يشعره بالنقص الشديد فيدفعه إلى السرقة لتلبية احتياجاته التي لا تقوم الأسرة بإشباعها.

الحالة النفسية السيئة للطفل

الكبت هو واحد من الأسباب التي تجعل السرقة لدى الأطفال منتشرة في المجتمعات، حيث يشعر الطفل بكبت المشاعر الناجم عن تعامل الأبوين معه بقسوة، أو حينما يفرّق الآباء بين الطفل وأحد إخوته وخاصة إن كان حديث الولادة، فيودي بالطفل إلى السرقة ليكون مصدرًا لجذب الآباء تجاهه، وقد يكون بسبب حالة القلق والتوتر الداخلي التي يعيشها الطفل بسبب الاكتئاب أو الغضب أو الغيرة من المولود الجديد.

تأثير رفاق السوء على الطفل

قد يكون طفلك غير مذنب ولكنه متأثر بأصدقائه الذين يلجأون للسرقة، ويحرضونه لفعل ما يفعلونه لإثبات ذاته أمامهم وأنه قادر على السرقة بمهارة، فيعبر ذلك عن قوته أمامهم ما يجعلهم يقبلونه في مجموعتهم، وأحيانًا يكون متمردًا على قيم المجتمع الذي يعيش فيه، وهذا يظهر بشكل جلي عند المراهقين.

العقاب الشديد يدفع الطفل إلى الهروب

العقاب الشديد ودوره في السرقة لدى الأطفالقد تكون السرقة ناتجة عن أثار الضرب علي الأطفال حيث تكمن المشكلة في الآباء الذين يشددون على أطفالهم عندما يضيع شيء من أشيائهم، فمثلاً يعنف الآباء أطفالهم حينما يفقدوا دفترًا أو قلمًا في المدرسة، فيضطرون إلى سرقة ما ينقصهم من أصدقائهم خوفًا من معاقبة الأهل على استهتارهم وإهمالهم.

منع الآباء الطفل من شيء ما بطريقة قهرية

تنتشر السرقة لدى الأطفال أحيانًا حينما يصر الآباء على منع أطفالهم من شيء ما يودون امتلاكه بطريقة إلزامية وقهرية مما يثير رغبة انتقام الطفل من أبويه فيسرق هذا الشيء الذي مُنع منه، ويرغب أيضًا لا شعوريًّا في أن ينكشف أمره كي يحقق انتقامه.

جهل الطفل بماهية السرقة

كما تحدثنا من قبل أن الطفل يمكن أن يكون غير مدرك أن ما يفعله يسمى سرقة وهو فعل غير جيد، ونظرًا لعدم تطور نمو الضمير والحكم المنطقي، وكذلك جهله بالملكية الخاصة والملكية الفردية فيدفعه ذلك إلى السرقة.

تدليل الآباء الزائد

يعتقد البعض أن الدلال قد يحول بين أطفالهم والسرقة، هذا على أساس أن الآباء يلبون كل احتياجات الطفل ويجلبون له كل ما يريده فيشعر الطفل أنه بإمكانه الحصول على كل ما لدى زملائه بغض النظر عن مدى احتياجه إلى هذا الشيء، فقد يكون غير محتاج إليه ومع هذا يسرقه لأنه اعتاد أن يملك كل شيء، وفي هذا الصدد يجب أن تكون تربية الطفل معتمدة على الدلال والحزم، وليس الدلال المطلق أو الشدة المطلقة.

كيف تتعامل مع الطفل السارق

هناك العديد من الأساليب التي يستخدمها الآباء لعلاج السرقة لدى الأطفال والتي قد تكون صحيحة أو خاطئة، ولهذا كان من الواجب توعية أهل الطفل بالطريقة الصحيحة التي تجعله يمتنع عن السرقة ولا يفكر في القيام بذلك مطلقًا، ومن الخطوات التي يجب عليك اتباعها ما يلي:السرقة لدى الأطفال وكيفية التعامل مع الطفل السارق

المواجهة

يتغافل بعض الآباء عن سرقة الطفل خوفًا من مواجهته ولكن هذا الأمر غير صحيح، حيث يجب عليك مواجهة تلك المشكلة ومعرفة السبب ورائها للتوصل إلى حل صحيح، ومن ثم معالجة الأمر بصورة جدية.

التصرف دون تحيز

لا يجب أن يتحيز الأهل لفكرة أن الطفل لم يتلق تربية جيدة ويجب معاملته بقسوة، فهذا لا يعد حلاً مناسبًا على الإطلاق، بل يدفع الطفل في بعض الأحيان إلى العناد والاستمرار في السرقة، ولهذا يجب أن يتعامل الأهل بموضوعية مع الطفل من خلال البحث عن السبب الأساسي الذي دفعه لمثل هذا الفعل.

مراقبة الطفل

المراقبة المستمرة مهمة في علاج السرقة لدى الطفل من خلال ملاحظة تصرفاته وسلوكياته من بعيد ومحاولة تقويمها، وهذا لا يعني أن تكون كالشرطي الذي يريد أن ينقض على السارق، بل يجب أن تساعد طفلك على تخطي هذه المشكلة عن طريق المناقشة بهدوء وشرح مساوئ السرقة له، وإن تعرض لأي مشكلة يجب أن تكون بجانبه لنصحه وإرشاده لا لعقابه.

تعليم الطفل السلوك الصحيح

يجب أن يتأنى الأهل أثناء علاج السرقة لدى الأطفال، فبعدما يضعون أيديهم على الخطأ الذي ارتكبه الطفل يعلموه كيفية تحمل مسئولية فعله بكل هدوء، فمثلاً يمكن أن يوجه الأهل طفلهم لإعادة ما سرقه من زميله مع تقديم الاعتذار، أو يمكن أن يدفع ثمن الشيء الذي سرقه، فهذا يجعله مدركًا لعواقب السرقة، وأنه سيقع فوق عاتقه مسئولية إصلاح الموقف إذا ارتكبه مرة أخرى، وهو ما سيجعله يبتعد عنه من تلقاء نفسه.

تصرف الآباء بعقلانية عند حدوث السرقة

عندما يقوم طفلك بالسرقة يجب عليك التصرف بحكمة وألا تعتبرها بمثابة كارثة تهدد حياة الأسرة وتحكم على الطفل بالفشل والفجور، بل يجب أخذ الأمور ببساطة وأن تعتبر فعلته لم تكن إلا حالة طارئة حدثت بسبب عامل ما أثر على الطفل، وحينئذِ يمكنك التفكير في الحل المناسب لطفلك بروية، وينبغي أيضًا ألا تبالغ حينما تصف السرقة وألا توجه تلك التهمة للطفل بصورة مباشرة، يكفي أن تخفف عنه الشعور السيء الذي يشعر به.كأهمية عقلانية الوالدين في التعامل مع السرقة لدى الأطفال

تفهم الأمر

أيًا كان ما سرقه الطفل يجب على الآباء فهم الدافع الذي قاده إلى السرقة، والتي يمكن أن تكون بسبب الحرمان العاطفي من الحب والرعاية والحنان الذي من المفترض أن يتفرغ الأهل لتلبية كل تلك الاحتياجات، وقد يكون بسبب الحرمان المادي فيريد أن يتفوق على أصدقائه الذين يمتلكون أموال أكثر منه، وقد يكون نتيجة عدم فهم الطفل مفهوم السرقة الحقيقي أو أنه لا يستطيع التفريق بين السرقة والاستعارة، ولكل سبب حل مناسب يمكن الوصول إليه:

  •  إن كان سبب السرقة هو الحرمان المادي فيجب على الآباء في تلك الحالة منح الطفل الأموال، وتعويده على أن يطلب النقود من الأهل فقط دون اللجوء إلى السرقة.
  •  في حالة الحرمان العاطفي ينبغي على الأبوين تخصيص وقت كافٍ لقضائه مع الطفل، وإشعاره بالحنان والحب.
  • إذا كان الطفل لا يدرك المعنى الحقيقي للسرقة أو أنه لا يميز بينها وبين الاستعارة فيكون واجب الوالدين هنا شرح المفهوم بدقة للطفل وإفهامه معنى الملكية الخاصة للأشخاص وأهميتها، وفي هذه الحالة لا يجب أن يعاقب الأبوين الطفل عقوبة قاسية حتى لا يلجأ إلى الكذب.

إنشاء علاقة صداقة بين الأهل والطفل

يجب أن تكون علاقة الأبوين مع طفلهما علاقة حميمة ولطيفة تجعله محبًا لإخبارهم بمشاعره واحتياجاته، فيعرف الأهل هذا دون أدنى مجهود، ويشاركون الطفل في ممارسة ما يجب من الأنشطة فتزيد الألفة بينهم، ومن المهم أيضًا تجنب إظهار المشكلات الأسرية أمامه خاصة إن كان سنه صغيرة.

الرفض بأسلوب هادئ والمساواة بين الأبناء

إن كان الأبوان غير قادرين على منح الطفل ما يريد فيجب أن يكون هذا الرفض مبررًا وتقديمه بأسلوب هادئ، كما يجب أن يساوي الوالدين بين الأبناء في أي شيء حتى لا تتخذ الغيرة مسارها فتدفع الطفل لارتكاب السرقة.

افعل ما تقول

لتكون مثلاً أعلى للطفل يجب أن تراقب تصرفاتك وسلوكياتك أمامه، فعندما تعلمه أن لكل شخص ملكية خاصة يجب أن تفعل ما تقول، أي لا تترك أموالك وأشياءك الثمينة مبعثرة في المنزل، بل يجب المحافظة عليها وحفظها في مكان خاص حتى يعرف الطفل أنه يجب الحفاظ على الأشياء الخاصة التي نملكها.

الموازنة في التربية

أهمية الموازنة في التربية في علاج السرقة لدى الأطفالمن أسس التربية الصحيحة ألا تعاقب طفلك بقسوة إذا فقد شيئًا من أشيائه ولا تقوم بتدليله بشكل مبالغ فيه، ففي الحالة الأولى سيجعله يسرق حتى لا ينال عقابًا قاسيًّا بينما سيدرك الطفل أن كل شيء مباح بالنسبة له في الحالة الثانية فيلجأ إلى السرقة باعتبار أنه معتاد على امتلاك كل ما يريد.

عدم الدفاع عن الطفل

لا يجب أن تقف في صف طفلك إن سرق شيئًا حتى لا يدفعه إلى الكذب تضامنًا مع دفاع أهله عنه، فمن الواجب أن يتعاون الوالدان من أجل حل تلك المشكلة.

كيف تقي طفلك من السرقة؟

“ الوقاية خير من العلاج”، حتى إن لم يكن طفلك قد أقبل على السرقة من قبل يجب عليك تفادي هذا الأمر حتى لا تعاني من مشكلة السرقة لدى الأطفال ، فتقيه من اللجوء إلى هذا الأمر، وهذا ما يمكنك تنفيذه لكل سهولة إذا اتبعت الخطوات التالية:

خصص مصروفًا شهريًّا لطفلك

يجب أن يكون لطفلك مبلغًا مخصصًا له ليستطيع شراء ما يريد، وكذلك يجب أن يكون لكل طفل مصروفًا ثابتًا حتى إن كان قليلاً، فالمهم أن تساوي بين أبنائك وتمنحهم مكافأة عند قيامهم بأفعال جيدة كأن يقوموا بترتيب المنزل مثلاً كي تعينهم على اقتناء ما يحتاجونه دون اللجوء للسرقة.

تقوية علاقتك بطفلك

يجب أن تكون علاقتك قوية جدًا مع طفلك ليخبرك باحتياجاته ويطلب منك ما يريد بدلاً من اتخاذ طريق آخر للحصول على ما يريد.

تعليم الطفل المبادئ والقيم الأخلاقية منذ الصغر

يجب أن تعلم أطفالك حدود الله وشرعه، وما هو الحرام والحلال بطريقة تتماشى مع نموه العقلي، فيجب أن تكون الأخلاق والقيم متأصلة في نفسه منذ الصغر حتى يتم خلق ضمير له فلا يقبل على فعل شيء كهذا، كما يجب توعيته بأضرار ومخاطر السرقة، وأن تكون أنت قدوة له يحتذي بها، كما يجب أن يكون مفهوم الملكية العامة والخاصة وكيفية الحفاظ عليهم راسخًا داخله من خلال الشرح والتطبيق أمامه.تعليم الطفل المبادئ والقيم الأخلاقية منذ الصغر للوقاية من السرقة لدى الأطفال

الإشراف المباشر

لا يكفي تعليمهم المبادئ والقيم دون مراقبتهم إن كانوا قد استفادوا منها فعليًّا أم لا، ويجب إبعادهم عن طريق السرقة بقدر المستطاع، وإذا لاحظت أن أصدقاء طفلك يسرقون تكون مهمتك هنا إصلاح الأمر وعلاجه من البداية عن طريق معرفة موقف أطفالك من هذا الفعل حتى لا يتطور الأمر لاحقًا.

خاتمة

علاج السرقة لدى الأطفال يحتاج إلى صبر وإصرار على تجاوز هذا الأمر وعلاجه بحكمة، فلا تقسو على أطفالك، وتذكر دائمًا أنك ستُسأل عنهم أمام الله، فيجب أن تصون تلك الأمانة من خلال تعليم أطفالك القيم والمبادئ دون اللجوء إلى العقاب القاسي الذي يدفعهم إلى ارتكاب مزيد من الأخطاء لتفادي هذا العقاب.

المصادر:

فاميلي إديوكيشن

فري ويل فاميلي

جوهانز هوبكينز

زر الذهاب إلى الأعلى