الولادة

الولادة القيصرية، أسبابها وأنواعها ونصائح لتفاديها

ها قد وصلتِ أخيرًا إلى اليوم الموعود الذي انتظرته بفارغ الصبر كي تري طفلك الذي حلمتِ برؤيته طوال التسعة أشهر الماضية، وعلى الأرجح أنكِ علمتِ بأنكِ سوف تضعي طفلك من خلال الولادة القيصرية، ولا شك أنه انتابكِ بعض الخوف، ولكن لا تقلقي سيدتي؛ فالولادة القيصرية ليست بهذا القدر من السوء، بل إنها تحتاج فقط اهتمام خاص من نوعه؛ حتى يمر أول أسبوعين لكِ بعد الوضع بسلام، وسوف نكشف لكِ من خلال هذا الموضوع أهم الأمور التي لم يخبرك بها أحد من قبل عن الولادة القيصرية، فتابعي معنا.

الولادة القيصرية

هي عبارة عن عملية جراحية لإخراج الجنين إلي الحياه، ويتم هذا الإجراء عن طريق عمل شق في البطن من أعلى الرحم حتى يتم إخراج الجنين والمشيمة، وتتميز تلك العملية بأنه من الممكن إجراءها قبل ميعاد الولادة المتوقع إذا كانت الأم تعاني من مشاكل صحية أو خضعت لهذا النوع من الولادة أكثر من مرة من قبل، أما إن كانت هذه الولادة الأولى لها والوضع مستقر ، فلن تخضع الحامل لها حتى يحدث الطلق، ومن خلاله يقوم الطبيب بتحديد نوع الولادة.

أنواع الولادة القيصرية

يوجد نوعان من الولادة القيصرية ويختلفان باختلاف نوع الشق؛ فالأول هو النوع التقليدي ومن خلاله يتم شق البطن عموديًا من ناحية المركز، أما النوع الثاني فيعرف بالشق السفلي وهو عبارة عن فتح البطن عرضيًا بفتحة صغيرة ومنخفضة وهو النوع المشهور حاليًا، كما يتم تصنيف عملية الولادة القيصرية جراحيًا لنوعين، جراحة طارئة، وجراحة مخططة أو اختيارية، وهما كالآتي:أنواع الولادة القيصرية

الجراحة القيصرية الطارئة

يلجأ الأطباء للجراحة القيصرية الطارئة إذا ظهرت على الأم بعض المخاطر والمضاعفات أثناء المخاض، حتى يتم إنقاذ حياة الأم والجنين، ومن أسبابها ما يلي:-

  • لا ينتج عن المخاض أي تقدمات في تمدد الرحم، فبالتالي قد يعرض الأم لمشاكل التهابات خطيرة.
  • يوجد مشكلة ما مع الجنين من خلالها لا يمكن الولادة الطبيعية، مثل تعرضه لمشاكل بالنبض أو كبر رأسه عن حجم الحوض.
  • سقوط الحبل السري قبل الجنين، مما يعرض حياته للخطر.
  • انفصال المشيمة عن الرحم، فبالتالي عدم التدخل الطارئ قد يؤدي لمضاعفات كبيرة ونزيف.
  • وجود ندبة من العملية القيصرية الأولى، مما قد يؤدي بالأم لمشاكل بالرحم عند الولادة الطبيعية.

كيفيتها

للأسباب السابقة يكون قرار الجراحة مفاجئًا، مما يجعل العملية القيصرية تتم بشكل فوضوي نوعًا ما؛ نتيجة عدم التخطيط لها مسبقًا، فيقوم الطبيب بإعطائكِ مضادات حيوية وفيتامينات من الوريد، وستحصلين على إبرة المخدر (البنج النصفي) من ناحية الظهر أو العمود الفقري، وبمجرد التخدير سيتم بدء العملية، وهو القيام بأول شق للبطن ولا تستطيعين رؤية ذلك لوجود ورقة جراحية تعمل على حجب رؤيتكِ، وبعد ذلك سيقوم الطبيب بعمل شق للرحم لإخراج الجنين والكشف عليه، ومن ثم إخراج المشيمة، ثم يتم إغلاق الجرح وتضميده.

الجراحة القيصرية المخططة أو المجدولة

هذا النوع من الجراحة القيصرية يتم التحضير له من قبل وتحديد موعدها بالضبط من قبل الطبيب المختص، ويتم اللجوء إليه نتيجة للعديد من الأسباب المختلفة والتي تجعل من الولادة المهبلية أمرًا خطير على الأم أو الجنين أو كليهما، والتي قد تصل إلى وفاة الأم أو اختناق الطفل وبالتالي يتم اللجوء لها، ومن أهم أسبابها ما يلي:-

وجود الطفل بوضع مقلوب

إذا كان الجنين في وضع غير مستعد للولادة، كأن تكون قدميه باتجاه المهبل بدلًا من الرأس، ففي هذه الحالة يتم اللجوء للعملية القيصرية، لكونها الطريقة الآمنة لطفلك، حيث أن الوضع الطبيعي للجنين لكي يولد طبيعيًا أن يكون رأس الجنين باتجاه المهبل، وبالتالي يقل احتمال تعرضه أو الأم لأي مشكلة صحية.

إجراء عملية قيصرية من قبل

إذا كانت الولادة الأولى لكِ تمت من خلال العملية القيصرية، فبالتالي من الصعب أن تضعي جنينك في المرة الثانية من خلال الولادة المهبلية، وذلك للخوف من التعرض لتمزق الندبة السابقة والتي قد يتسبب للأم بنزيف حاد، فيهدد من حياة الحامل والجنين، ومع ذلك من الممكن أن تكون الولادة الأولى قيصرية والثانية مهبلية إذا مر على الأولى ثلاث سنوات وكان سمك جدار الرحم يتقبل انقباضات الطلق، مع ضرورة انتفاء موانع الولادة الطبيعية مثل الأمراض المزمنة كارتفاع الضغط أو السكر أو غير ذلك.

وجود مشاكل بالمشيمة

قد يكون وضع المشيمة من أسباب الولادة القيصرية، فإذا كانت منزاحة لأسفل الرحم بدلًا من وجودها بجانبه أو في الأعلى قد يتسبب ذلك في منع الجنين من الخروج أو حدوث نزيف حاد بالرحم، مما يجعل الأطباء يضطرون للجراحة القيصرية خوفًا على صحة الأم وجنينها.

تعرض الأم لمشاكل صحية

إذا كانت الأم تعاني من المشاكل الصحية المختلفة، مثل عدم انتظام الضغط بالدم أو أمراض القلب أو أمراض السكري، فبالتالي قد يتسبب ذلك في بعض المضاعفات أثناء الولادة، كاختناق الطفل أو أضرار تلحق بالأم، مما يجعل من الولادة المهبلية أمرًا صعبًا وخطيرًا في هذه الحالة.

الجراحة القيصرية الاختيارية

قد تختار بعض الأمهات الولادة القيصرية في أول ولادة لهن على الرغم من عدم وجود أي سبب طبي لذلك، لتجنب ألم المخاض والمضاعفات التابعة له، وقد يلجأ البعض منهن لها لترتيبات خاصة بحياتهن، مثل الرغبة في الولادة في يوم محدد تبعًا لمناسبة معينة أو غير ذلك. ولكن إذا كنتِ تخططين لإنجاب العديد من الأطفال فمن الأفضل تجنب الخضوع لهذا النوع من العمليات؛ وذلك لكونها قد تتسبب في مشاكل للمشيمة أو تعرضك لنزيف شديد قد يتطلب استئصال الرحم لا قدر الله.

أسباب الولادة القيصرية

في بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب لعملية الولادة القيصرية إذا رأى أنها ستكون أكثر أمنًا للأم أو للطفل عن الولادة الطبيعية، وكما تحدثنا من قبل بأن هذه العملية عبارة عن عمل شق بالبطن والرحم لإخراج الجنين، فبالتالي تستسهل الكثير من السيدات هذه الجراحة عن التعرض للولادة الطبيعية بسبب وجع الطلق، كما يوجد بعض الأسباب الأخرى للولادة القيصرية وهي كالآتي:-أسباب الولادة القيصرية

عدم تقدم المخاض

من أكثر الأسباب شيوعًا للخضوع للولادة القيصرية هو توقف المخاض، مما يؤدي لعدم قدرة عنق الرحم على الانفتاح كما ينبغي لخروج الجنين، أو عدم تحرك الطفل عند أسفل قناة الولادة على الرغم من الانقباضات القوية التي حدثت للأم على مدى ساعات.

عدم حصول الجنين على الأكسجين الكافي

قد يرى الطبيب المعالج بأنه توجد بعض التغيرات أو عدم الاستقرار بضربات قلب الجنين، وبالتالي عدم قدرته على التنفس بشكل كافي لعدم الحصول على الأكسجين، أو قد يكون السبب هو التفاف الحبل السري حول الجنين، مما يجعل الولادة القيصرية الخيار الأفضل للحامل.

إذا كان الجنين بوضع غير طبيعي

من الممكن أن تكون الولادة القيصرية أكثر أمانًا للجنين عن الولادة الطبيعية، وذلك إذا كان في وضعية غير مستعدًا للولادة “وضعية مقعدة” أو كان “بوضعية مستعرضة” فبالتالي نلجأ لهذا النوع من الجراحة حفاظًا عليه، حيث أن الوضعية الصحيحة للولادة المهبلية هي اتجاه الرأس نحو القناة المهبلية.

الحمل بتوأم

إجمالًا تعد الولادة القيصرية مناسبة للأم أكثر إذا كانت حاملًا بأكثر من طفل، وذلك للحفاظ على صحتها وعلى سلامة الأجنة؛ لقدرة الطبيب خلالها على مراقبة كلا الطفلين جيدًا وحمايتهما من أي خطر ممكن، على الرغم أنه من الممكن أن يولد أكثر من طفل عن طريق الولادة الطبيعية ولكن أغلب السيدات يحتجن للولادة القيصرية.

توجد مشكلة ما بالمشيمة

أيضًا قد يلجأ الأطباء للولادة القيصرية إذا اتضح أن المشيمة يوجد بها مشكلة ما، مثل تغطيتها لعنق الرحم، فقد تكون التغطية بشكل كلي أو جزئي، وفي بعض الحالات تكون المشيمة منفصلة بشكل تام عن جدار الرحم، فبالتالي هذه الجراحة ستكون أكثر أمانًا.

الحبل السري غير منضبط

إذا كان الحبل السري للأم يوجد به مشكلة ما، مثل حدوث انزلاق لعروة الحبل السري عبر الرحم قبل نزول طفلك، فبالتالي يتم اللجوء للعملية القيصرية حفاظًا على حياة الجنين، أو قد يكون هناك مشاكل في الأجنة مثل تشوهات الجنين الخلقية أو المرضية.

إذا كانت الأم تعاني من مشاكل صحية

تعد الولادة القيصرية مناسبة للأم التي تعاني من بعض المشاكل الصحية الحادة، مثل وجود مشاكل بالقلب أو مرض السكري أو مشاكل بالدماغ، والتي بدورها قد تعرض الأم لبعض التشنجات.

في حال الانسداد الميكانيكي

قد تلجئين للولادة القيصرية إذا كان لديكِ ورم ليفي يقوم بسد قناة الولادة، أو وجود مشاكل بالحوض، أو لكبر حجم رأسه عن الطبيعي، مما يصعب خروجه.

إذا تم الخضوع لولادات قيصرية سابقة

إذا كانت الأم تعرضت للولادة القيصرية من قبل، فبالتالي يوصي مقدم الرعاية بتكرار نفس النوع من الولادة، وذلك حفاظًا على صحة الأم وصحة جنينها، وعلى الرغم من وجود العديد من الأمهات التي قد يلدن طبيعي بعد الولادة القيصرية الأولى، ولكن يتم ذلك على حسب بعض العوامل التي أدت للولادة الأولى مثل نوع شق الرحم ومدى خطورة تمزق الرحم عند المخاض.

علامات الولادة القيصرية

توجد العديد من العلامات التي تجعل الطبيب يضطر للولادة القيصرية، وذلك لكون الولادة الطبيعية قد تتسبب في الكثير من المخاطر على صحتك وصحة الجنين، ومن علاماتها ما يلي:

  • تأخر المخاض عن الطبيعي ووصولك للأسبوع ال42 وعدم حدوث أي تقدمات بشأنه.
  • صغر حجم الحوض عن الحجم الطبيعي له، فبالتالي قد يتسبب الولادة المهبلية بالكثير من المخاطر المختلفة لكِ ولجنينك.
  • إذا كانت المشيمة منخفضة،.
  • تعرض الأم لمشاكل ارتفاع ضغط الدم.
  • كبر حجم الجنين عن الحجم الطبيعي له.
  • تعرض الجنين لمشكلة التفاف الحبل السري حوله.

المخاطر الناتجة عن الولادة القيصرية

المخاطر الناتجة عن الولادة القيصريةالولادة القيصرية مثلها مثل الكثير من الأنواع المختلفة من العمليات قد ينتج عنها بعض المضاعفات والمخاطر المختلفة، ولكن لا داعي للقلق سيدتي، فإن هذه المضاعفات التي سوف نذكرها لكِ لا تحدث إلا في بعض الحالات النادرة، وذلك يرجع لصحة الأم وجنينها، ومن أهمها ما يلي:

التعرض للمخاطر بالمستقبل

قد تتسبب الولادة القيصرية في بعض المخاطر خلال الحمل اللاحق لكِ بمعدل أعلى من الولادة الطبيعية، ومن ضمنها التعرض لمشاكل المشيمة والتي قد تصل لالتصاقها بجدار الرحم أو انفصالها بشكل كلي أو جزئي، كما أن الرحم قد يتعرض للتمزق إذا خضعتِ للولادة المهبلية بعد القيصرية بفترة قصيرة.

الإصابة الجراحية

من الممكن أن يحدث لكِ إصابات جراحية بالأمعاء أو المثانة أثناء العملية، وبالتالي لا قدر الله إذا تعرضتِ لذلك فسوف تخضعين لعملية إضافية لإصلاح الأخطاء، كما أنها قد تعرض الأم لمشاكل جلطات الدم مما تهدد من حياتها إذا ما أُصيبت بالانصمام الرئوي، ولكن ذلك نادرًا ما يحدث. كما أن الممكن أن يحدث لجلد الجنين أثناء الولادة بعض الخدوش العرضية.

عدوى الجروح

قد تصابين بالعدوى بموضع الجرح، وذلك إذا كنتِ تعانين من مشاكل صحية مختلفة وخضعتِ لعملية قيصرية طارئة، أو قد تتعرضين للإصابة بالتهاب بطانة الرحم. كما أن من مخاطرها ظهور بعض التأثيرات الجانبية لعقاقير التخدير، خاصة في حالة البنج الكلي.

تعرض الجنين لمشاكل ضيق التنفس

هذه من الظواهر النادر حدوثها، وإذا حدثت فيكون نتيجة عدم تفريغ رئة الجنين من السوائل، على عكس الولادة الطبيعية التي لا تحدث خلالها هذه المشكلة نتيجة الضغط الهائل بقناة الولادة، وبالتالي في كل ولادة قيصرية يلزم وجود طبيب للأطفال، حتى يتم الاطمئنان على الجنين.

طريقة الولادة القيصرية

يجب عليكِ سيدتي عند الذهاب للمستشفى لإجراء الولادة القيصرية، ألا تزيدي من تأنق ملابسك، حيث أنكِ سوف تتجردين منها لترتدي ملابس العمليات المعقمة، كما أن الطبيب من الممكن أن يقوم بربط يديكِ، لتفادي لمس طفلك أثناء إخراجه من رحمك وحتى لا تلمسي الجرح. ومن الممكن أن تشعري بالبرودة الشديدة نتيجة برودة غرفة العمليات، أما طريقة الولادة القيصرية بالتفصيل فهي كما يلي:-

  • في البداية يقوم الطبيب ببدء الجراحة بعد بداية تأثير المخدر بالجسم.
  • يقوم أولاً بشق البطن شقًا صغيرًا أفقيًا.
  • يقوم بشق طبقات الجلد وما تحت طبقاته، حتى يصل لجدار الرحم.
  • إخراج الجنين ومن ثم قطع الحبل السري وإخراج المشيمة.
  • خياطة جدار الرحم من خلال غرز صلبة، ومن ثم يتم خياطة جدار البطن وطبقاته المختلفة.
  • أخيرًا يتم غلق الشق الموجود بالجلد بواسطة الدبابيس المعدنية.
  • كل ذلك يستغرق من نصف ساعة حتى 45 دقيقة.

أعراض ما بعد الولادة القيصرية

أعراض ما بعد الولادة القيصريةتوجد بعض الأعراض التي تصاحب الولادة القيصرية، فبالرغم من أنك لا تشعرين بشيء أثناء الجراحة لأنكِ تكونين تحت تأثير المخدر، إلا أنكِ بمجرد خروجه من جسمك ستشعرين بالعديد من الآلام والتي ستستمر معكم من 3 إلى 7 أيام، ولكنكِ بالتأكيد ستحصلين على بعض المسكنات الآمنة خلال هذه الفترة، ومن أهم هذه الأعراض ما يلي:-

التعرض لألم شديد

ستشعرين بعد الاستيقاظ من البنج بألم شديد لأول مرة لم تشعري به أثناء الولادة، ولكن يمكنكِ تخطي ذلك عن طريق سرير المستشفى التي يساعدك على رفع ظهرك والتقليل من الشعور بالتعب، وخلال ساعات معدودة وسوف يقل هذا الشعور، ومن الممكن طلب المساعدة من الموجودين حولك لمساعدتك على النهوض والجلوس.

حرقان بالبول

من الأعراض بعد العملية التعرض لحرقان البول وعدم القدرة على تخليص المثانة بالكامل منه، كما قد تعانين من الحكة القوية بمنطقة المهبل، نتيجة وضع القسطرة، بالإضافة إلى الشعور بالتعب وعدم القدرة على التحرك في أرجاء المنزل، ولهذا سيصف لكِ الطبيب المعالج جرعات محددة من المسكنات.

الشعور بوجود مخدر بالجسم

في حالة البنج الكلي، بعد إجراء العملية ستشعرين بوجود مخدر بكامل جسمك، وأنكِ غير قادرة على الشعور بأي إحساس، كما أنكِ لا تستطيعين الإحساس بطفلك أثناء إرضاعه، أيضًا قد يتسبب في الشعور بالغثيان والإعياء، ولكن لا تقلقي فسوف تزول هذه الأعراض في وقت قصير.

الشعور برعشة بالجسم

في حالة البنج النصفي سوف تشعري بوجود رعشة تسري بجسمك كله، وهذه الرعشة تكون بسبب إبرة المخدر بالظهر، ويتم الشعور بها بشكل أقوى بعد الولادة مباشرةً، وعندما يزول المخدر من الجسم سوف تتلاشى هذه الرعشة. ومن الأعراض الأخرى ظهور بعض المشاكل بالجلد مثل وجود بعض البقع السوداء والتي مع الوقت سوف تزول.

الامتناع عن الطعام والشراب

بعد إجراء العملية غير مسموح لكِ بتناول الطعام أو الشراب لمدة ستة ساعات على الأقل، وذلك لكون حركة الأمعاء في هذا الوقت بطيئة، مما قد يتسبب في الإصابة بصعوبة الهضم وتأخر مدة التعافي، كما أن من أعراض ما بعد الجراحة القيصرية المرور بفترة تقلبات مزاجية على الأم وهو ما يعرف بالكآبة النفسية والتي سرعان ما تزول بعد أسبوعين من الولادة.

عدم القدرة على العطس

من السهل عليكِ أن تستمتعي بالضحك والعطس، ولكن بعد إجراءك للعملية القيصرية يكون من الصعب عليكِ ممارسة ذلك، حتى لا يتأثر الجرح بهما، وبالتالي يمكنكِ التخفيف منهما عن طريق وضع وسادة على الجرح، ولكن لا تخافي، في أقل من شهر سوف تتعافي من هذه الآلام.

التعرض لمشاكل الإمساك

بعد الانتهاء من العملية سوف يصعب عليكِ دخول الحمام؛ وذلك لكون الهرمونات تبطئ من عملية الهضم، ناهيك عن الأدوية التي سوف تتناولينها بعد الولادة، وبالتالي يمكن علاج ذلك عن طريق السير أو تعاطي بعض الملينات التي سيصفها لكِ الطبيب، للتخلص من مشكلة التبرز بعد العملية القيصرية.

تعرض القدمين للانتفاخ  

تعاني بعض النساء بعد القيصرية من انتفاخ أقدامهن وتورمها، ولكن يمكنكِ تفادي هذه المشكلة من خلال السير مباشرة بعد الولادة؛ حتى تتخلصي من احتباس الماء المسبب للتورم، كما يمكنكِ شرب المزيد من الماء والليمون للوقاية منه.

أعراض أخرى

بعض الأعراض الأخرى التي من الممكن أن تظهر عليكِ بعد إجراء الولادة القيصرية هي كالآتي:

  • عدم قدرتك على ارتداء الملابس الداخلية بسبب الجرح، فيمكنكِ استعمال ملابس ذات وسط مرتفع.
  • في أول ليلة بعد العملية سوف تفتقدين للنوم، بسبب قياس درجة الحرارة والضغط المستمر، كما أن أنين طفلك لن يسمح لكِ به.
  • لا يسمح لكِ بالذهاب للمنزل إلا بعد التأكد من التغوط.
  • التعرض للألم بالظهر بسبب التخدير النصفي.

الولادة القيصرية بدون ألم

الولادة القيصرية بدون ألمما زال العلم الحديث يجود علينا بتقنيات متطورة في كل مناحي الحياة، ومن ذلك التطور الملحوظ في تقنيات الولادة القيصرية، فبعد أن كانت الجراحة تتم باستخدام المخدر الكلي والذي يستمر تأثيره لمدة قصيرة هي فترة إجراء الجراحة فحسب، وما إن يزول أثره إلا وتشعر الأم بالألم الشديد دفعة واحدة، أصبحت الآن أكثر الجراحات القيصرية تعتمد على البنج النصفي، وهو عبارة مخدر يتم حقنه في منتصف الظهر، وما يميزه أن تأثيره يستمر لمدة 6 ساعات، بعدها يبدأ الشعور بالألم تدريجيًا.

أما أحدث الصيحات فهي الولادة القيصرية بدون ألم، وفيها يتم تخدير بعض الأعصاب الموجودة في طبقات معينة من جلد البطن عن طريق حقنها بمواد مخدرة قوية تجنبكِ الشعور بأي ألم، ويستمر تأثيرها عادة لمدة 3 أيام لا تحتاجين فيها لأي مسكنات أخرى، أما بعد زوال مفعوله فتشعرين بآلام طفيفة يمكن التخلص منها بتعاطي جرعات مسكنة خفيفة حسب إرشاد الطبيب، ومن مميزاتها أيضًا أنها ليس لها أي مضاعفات جانبية وآمنة لجميع الحوامل  باستثناء بعض الحالات النادرة التي تتحسس من البنج.

كيف تستعدي للولادة القيصرية؟

عندما يُحدد لكِ بأنكِ سوف تخضعين للولادة القيصرية، فسوف يتم متابعة حالتك من اختصاصي التخدير؛ لتفادي حدوث أي حالات طبية محتملة والتي قد تتسبب في حدوث بعض المضاعفات، كما سوف تجرى لكِ بعض اختبارات الدم؛ للتعرف على نوع فصيلة الدم لديك ومستوى الهيموجلوبين؛ حتى يتم إسعافك سريعًا إذا احتجتِ لنقل الدم أثناء العملية.

يمكنكِ مناقشة الأمر مع الطبيب الخاص بكِ والتعرف على كافة نصائح قبل الولادة القيصرية، وطرح جميع الأسئلة التي تخطر على بالك، حتى تطمئني وينصرف عنكِ القلق والتوتر، كما أنكِ سوف تحتاجين للرعاية والراحة خلال أسابيع ما بعد الولادة.

نصائح نفسية للاستعداد للولادة القيصرية

يجب عليكِ أن تعرفي بأنها مثلها كمثل أي جراحة، فلا داعي للقلق وقومي بالتركيز فقط على رؤية طفلك السعيد بعد نصف ساعة من العملية، كما يجب عليكِ التوقف عن اللوم الدائم لنفسك أو الشعور بخيبة الأمل أو الإحباط، بل من الممكن أن تبحثي عن طبيب موثوق به وترتاحين له حتى تشعرين بالاطمئنان من العملية.

إذا ما زلتِ تتعرضين للخوف والقلق من الولادة القيصرية، فاسألي الطبيب عن مدى ضرورة هذه العملية وما سوف يحدث قبلها وبعدها، كما يمكنكِ ممارسة اليوجا قبل الولادة لمدة 10 دقائق، حتى تحصلي على الهدوء والاسترخاء.

هل من الممكن تجنب الولادة القيصرية؟

هناك عدد كبير من السيدات لا يرغبن في الوضع من خلال الجراحة القيصرية، ولكن إذا كان جنينك مصابًا بأي من المضاعفات المختلفة قبل المخاض أو بعده، ففي هذه الحالة لا يوجد أي سبيل للولادة المهبلية، كما أن بعض النساء قد يحتجن للولادة القيصرية أكثر من غيرهن للأسباب التي ذكرناها أعلاه، ولكن توجد بعض النصائح الوقائية من الممكن تجربتها، وهي كالآتي:-

  • الأكل بشكل جيد وصحي.
  • المداومة على الرياضة والنشاط وخصوصًا في الشهر التاسع.
  • المحافظة على الوزن؛ للوقاية من المضاعفات المختلفة المتسببة في الولادة القيصرشية.

الولادة الثانية بعد الولادة القيصرية

عند القيام بالولادة القيصرية لأول مرة، من الممكن أن تسألي الطبيب للتأكد من الحاجة للجراحة القيصرية في الولادة المقبلة أم لا، حيث أنه من الممكن أن تخضع بعض السيدات للولادة الطبيعية بعد القيصرية ولكن في حالات محددة، وبناءً على سبب القيصرية الأولى، فإن كان عرضيًا أي بسبب مشاكل بالمشيمة أو ولادة توأم مثلُا، فمن الممكن الولادة المهبلية بالمرة القادمة ولكن بعد ثلاث سنوات من القيصرية على الأقل، أما إذا كان السبب مازال قائمًا مثل وجود مشاكل بالحوض أو عيب خلقي بالرحم فستلدين قيصري في كل مرة.

العلاج بعد العملية القيصرية

بعد الانتهاء من العملية سوف تحتاجين للاستلقاء والراحة لمدة 24 ساعة الأولى، وأن تمتنعين عن بذل أي مجهود فيما عدا المشي؛ لأنه سيعجل بالتئام الجرح وشفائك، ولكن لا ترهقي نفسك، يكفي أن تسيري لدقيقتين ثم تستلقي بعض الوقت للراحة ثم تعاودي الكرة أكثر من مرة، وإذا ما شعرتِ بالألم بمنطقة الجرح فيمكنكِ تناول المسكنات الخاصة.

إذا لم يحدث أي مشكلة صحية خلال 24 ساعة من إجراء العملية، يمكنكِ الذهاب للمنزل وتستطيعين بعد أسبوع ممارسة أمورك الطبيعية بشكل تدريجي، وستزال الدبابيس الخاصة بالشق البطني بعد 2 أو 3 أيام من إجراء العملية، وتفك الغرز بعد أسبوع.

كيفية العناية بجرح الولادة القيصرية

يجب أن تعلمي أن جرح الولادة القيصرية يحتاج من 4 حتى 6 أسابيع حتى يلتئم بشكل تام، وبالتالي يجب الحفاظ عليه وتنظيفه ومتابعته باستمرار لكي تتعافي في وقت قصير، وحتى لا يتسبب في أي مضاعفات، وهذه هي أهم النصائح للعناية به:-كيفية العناية بجرح الولادة القيصرية

  • عليك بالراحة قدر المستطاع، من خلال جعل كل احتياجات طفلك بالقرب منك، كما يجب الابتعاد عن حمل الأشياء الثقيلة.
  • قومي بدعم بطنك عند العطس أو الضحك أو الكحة من خلال وضع وسادة تحتها، وكذلك عند المشي.
  • من الممكن تناول بعض الأدوية التي يصفها لكِ الطبيب للتخفيف من الألم.
  • حافظي على شرب السوائل باستمرار لتعويض ما تفقدينه من الرضاعة، كما أنها تحميك من الإصابة بمشاكل الإمساك.
  • عليك متابعة جرحك بشكل يومي، والذهاب للطبيب على الفور إذا ما ظهر أي احمرار أو تورم أو خروج سائل منه.
  • حافظي على المشي الهادئ بداخل منزلك؛ لكي يلتئم الجرح سريعًا.
  • بعد الزيارة الأولى للطبيب بعد العملية القيصرية، يمكنكِ سؤاله عن إمكانية الاستحمام اليومي.
  • قومي بالمحافظة على مكان الجرح جافًا، وذلك من خلال وضع شاش عليه وتغيره كل يوم.
  • احصلي على قدرٍ كافِ من النوم، وإذا لم تستطيعي بسبب طفلك فيمكنكِ الاستعانة ببعض أفراد أسرتك للعناية به.
  • ابتعدي عن الأنشطة الشاقة، كالجري أو ركوب الدراجات أو التمارين الرياضية المختلفة لشهرين على الأقل، أو حتى سماح الطبيب بذلك.
  • عدم الجلوس أو الوقوف كثيرًا؛ حتى لا تعرضي البطن للإرهاق والتعب.

متى يلتئم جرح العملية القيصرية

في خلال ستة أسابيع من الولادة القيصرية سوف تجدي أن الجرح قد التأم، ومن الممكن استشارة الطبيب المعالج في وضع كريمات مكان الجرح حتى يعدل من شكل البطن، ويجب أن تلتزمي بتعليمات الطبيب للحفاظ على شكل بطنك وصحتها، وبمرور الوقت سوف يتعدل كل شيء.

الرضاعة بعد الولادة القيصرية

تستطيعين إرضاع طفلك بعد الولادة مباشرة، ولكن سوف تجدين صعوبة كبيرة في الجلوس لتتمكني من إرضاعه بوضع مريح، وذلك لكون الجرح الموجود بالبطن سيتسبب لكِ بعدم القدرة على الثبات، لكن يوجد وضع مناسب في هذه الحالة يدعى بوضعية كرة القدم، من خلاله تقومين بإلصاق فم الطفل بثديك، وإمساك رأسه بيديكِ ويكون جسمه ممتد على ذراعك باتجاه الظهر، أو يمكنك طلب المساعدة من المحيطين بك.الرضاعة بعد الولادة القيصرية

طريقة النوم بعد الولادة القيصرية

أحد الأمور المهمة التي ينبغي الاهتمام بها عقب الولادة القيصرية وبخاصة في الأيام الأولى هي وضعية النوم الصحيحة التي تضمن عدم الضغط على الجرح وبالتالي لا تسبب لكِ الألم أثناء النوم، وهي كالتالي:

  • النوم على الظهر، مع عدم وضع وسادة تحت الرأس في حالة استخدام البنج النصفي في الولادة؛ لكي تتفادي الشعور بالصداع.
  • رفع الظهر كهيئة الجلوس على كرسي مع تمديد الساقين، وهي وضعية مثالية لصاحبات الضغط المرتفع أو غير المستقر.
  • يمكن النوم على الشق الأيمن أو الأيسر مع تدعيم البطن وإسنادها بوسادة مناسبة.

ختامًا، على الرغم من الألم الذي سوف تشعرين به بعد إجراء الولادة القيصرية إلا أنكِ سوف تجدين سعادة كبيرة وفرحًا عارمًا بقدوم رضيعك، وستهوِّن عليكِ رؤيته ما لاقيته من تعب ومشقة، ولكن عليكِ أن تنتبهي لصحتك بعد الولادة وأن تلتزمي بكافة التعليمات التي من شأنها أن تعجل بتعافيكِ؛ حتى تتمكني من رعاية طفلك والاهتمام به على نحو جيد.

المصادر:

مايو كلينك

إن ويكيديا أورج

إميديسن ميدسكاب

زر الذهاب إلى الأعلى