أمراض الحمل والولادة

انفصال المشيمة المبكر خطر يهدد الأم والجنين | أعراضه والوقاية منه

إن الأمومة حلم يراود كل امرأة فهي تشعر بجنينها منذ بداية تكوينه، مما يجعلها دائمة البحث عن المشكلات التي يمكن أن تؤثر على صحة حملها، ولعل أبرز هذه المشكلات انفصال المشيمة المبكر والذي قد يهدد بفقدان الحمل، حيث أنه يحدث لدى 10:5% من النساء الحوامل خاصةً من لديهن سابقة إجهاض، وترجع أهمية المشيمة إلى أنها شريان الحياة للجنين حتى ولادته، لذا عليك الإلمام بجميع الأمور التي تتعلق بالمشيمة وانفصالها؛ كي تتمي حملك بأمان فتداعب خدك وقلبك أصابع مولودك الحانية، والتي تخبرك أن اهدئي أمي فقد انقضت الرحلة بسلام وآتت ثمارها.

ما هي المشيمة؟

المشيمة هي مجموعة من الشعيرات الدموية التي تتكون داخل رحم المرأة بمجرد أن يحدث الإخصاب وينغرس الجنين بداخله، وتتخذ شكل دائرة مسطحة تلتصق بجدار الرحم من أعلى أو الجانب، وفي حالات بسيطة قد تلتصق المشيمة بالرحم من أسفل فتعرف بالمشيمة المنخفضة أو المنزاحة.

وترجع أهمية وجودها إلى أنها المسؤولة عن نقل الغذاء والأكسجين إلى الجنين عبر الحبل السري والذي يعتبر حلقة الوصل بين الجنين وجسد الأم، كذلك تخليص دم الجنين من ثاني أكسيد الكربون والفضلات، كما تعمل على تثبيت الحمل وحمايته منذ بداية الثلث الثاني عن طريق إفراز هرمون البروجسترون.

جدير بالذكر أنه يتم التخلص من المشيمة بمجرد إتمام الحمل وولادة الجنين، حيث أنه أمر لابد منه فقد إنتهت مهمتها بمجرد خروج الجنين إلى الحياة، واستمرار وجودها في الرحم لفترة طويلة بعد خروجه يؤدي لمشاكل صحية لدى الأم، فإذا كانت الولادة قيصرية يقوم الطبيب بإخراج المشيمة عقب إخراج الجنين، وكذلك التأكد من عدم وجود أي بقايا منها داخل الرحم، أما الولادة الطبيعية يتم فيها التخلص من المشيمة عن طريق المهبل، حيث تستمر انقباضات المخاض ولكن بوتيرة منخفضة حتى يتخلص الرحم تماماً منها.

الفرق بين انفصال المشيمة ونزول المشيمة

إن الانفصال سواء كان كليًا أو جزئيًا يعتبر حالة مرضية تحدث بشكل مفاجئ، تحتاج إلى اهتمام خاص وتلقي العلاج في أسرع وقت، حيث أنه عبارة عن بعد المشيمة عن جدار الرحم وسقوطها على الجنين، مما يؤدي إلى نقص الغذاء والأكسجين أو انقطاعهما تماماً، كل ذلك مصحوب بنزيف قد يكون حادًا.

الفرق بين انفصال المشيمة ونزول المشيمة

أما نزول المشيمة فيحدث في بداية تكوينها فتلتصق بالرحم من أسفل على غير العادة، فالطبيعي أن تلتصق بالرحم من أعلى أو الجانب، ومع ذلك تقوم المشيمة النازلة بوظائفها بكفاءة إلا أنها تكون ضعيفة وتسبب العديد من المتاعب للأم، وهي تحتاج إلى قدر عالٍ من الحرص في كل فعل تقوم به بالإضافة إلى الراحة التامة.

أعراض انفصال المشيمة

إن انفصال المشيمة أحد مشاكل الحمل غير الشائعة، وعادةً ما يحدث بشكل مفاجئ، حيث تنفصل المشيمة بشكل جزئي أو كامل عن جدار الرحم غالباً في الأسابيع القليلة قبل موعد الولادة، مما يؤثر على وصول الأكسجين والغذاء للجنين ويضر بصحة الأم؛ لذا هيا بنا نتعرف على العلامات التي إذا ظهرت عليك يجب الذهاب إلى الطوارئ فوراً:

  • نزيف مهبلي قد يكون حادًا أو خفيفًا، ففي بعض الحالات يتراكم الدم داخل الرحم، فكمية النزيف لا تدل على مدى الانفصال.
  • ألم حاد ومفاجئ في البطن والظهر.
  • تقلصات وتشنجات بالرحم تشبه بداية مخاض.
  • صلابة البطن وألم عند لمس منطقة الرحم، وهذه أحد أبرز علامات انفصال المشيمة.
  • تغير ضربات القلب وشحوب الوجه.
  • قلة حركة الجنين.
  • زيادة حجم البطن مقارنة بالمعدل الطبيعي المناسب لعمر الجنين.

مضاعفات انفصال المشيمة

قد يؤدي هذا الانفصال إلى الولادة المبكرة، كذلك فإنه يؤثر على كلٍ من الأم والجنين، ويمكن الإجابة عن تساؤلك: هل انفصال المشيمة خطير أم لا من خلال ذكر المضاعفات التي يتسبب بها وهي كالتالي:

تأثيره على الأم

  • الحاجة إلى نقل الدم نتيجة فقدان قدر كبير منه خلال النزيف.
  • خلل في بعض وظائف الجسم نتيجة قلة الدم بالجسم، كالفشل الكلوي.
  • حدوث صدمة بالجهاز الدوري نتيجة النزيف الشديد.
  • استئصال الرحم في حالة عدم القدرة على منع النزيف، إلا أن ذلك يحدث في حالات قليلة جداً.
  • مشاكل في تخثر الدم.
  • موت الأم في 5:1% من الحالات التي تعاني من نزيف حاد.

تأثيره على الجنين

  • عدم نمو الجنين بالشكل الطبيعي نتيجة قلة العناصر الغذائية أو انعدامها.
  • ولادة الجنين ميتًا (الإملاص) وذلك في 80:50% من حالات الانفصال الكلي.
  • الاعتلال الجيني الناتج عن نقص حاد في إمداد الجنين بالأكسجين.
  • انصمام بواسطة السائل السلوي.

أسباب انفصال المشيمة المبكر

لم تتوصل الدراسات التي أجريت حتى الآن إلى أسباب واضحة لانفصال المشيمة قبل الولادة، ولكن هناك بعض العوامل التي يرجح أنها تؤدي إلى زيادة معدل الإصابة به سواء الجزئي أو الكلى هي.

  • تقدم عمر الأم، حيث أن النساء في سن الأربعين فيما فوق أكثر عرضة لانفصال المشيمة.
  • ضغط الدم المرتفع العادي أو المصحوب بتسمم حمل.
  • تعدد الأجنة برحم الأم سواء توائم أو أكثر، فذلك يثقل الحمل على المشيمة ويجعلها ضعيفة الالتصاق بجدار الرحم.
  • إجراء جراحة سابقة بالرحم سواء كانت ولادة قيصرية أو إزالة ورم.
  • التعرض لإصابة عنيفة بالبطن كالسقوط على الدرج أو حادث سير.
  • إذا كنت تعرضتِ لمشاكل بالمشيمة في حمل سابق، فسوف تكونين أكثر عرضة لظهور علامات انفصال المشيمة مرة أخرى.
  • اضطرابات تخثر الدم سواء زيادة معدل التجلط أو سيولة الدم المرتفعة.
  • تسرب السائل الأمينوسي نتيجة تمزق الأغشية بشكل مبكر قبل الولادة (نزول ماء الرحم).
  • تعاطي المخدرات والكوكايين خلال فترة الحمل.
  • حدوث عدوى تسبب التهاب واضطراب بالأوعية الدموية للمشيمة.

انفصال المشيمة الجزئي في الشهور الأولى للحمل

على الرغم من أن انفصال المشيمة يحدث غالباً في الثلث الأخير من الحمل، إلا أن هناك نسبة ضئيلة لا تتعدى 1% يحدث فيها بشكل جزئي في الثلث الأول من فترة الحمل، حيث تظهر على الأم علامات انفصال المشيمة سالفة الذكر من نزيف وألم بالبطن والظهر، جدير بالذكر أن هذا الانفصال يمكن معالجته وإتمام الحمل حتى الولادة إلا أن هذا لا يعني التأم المشيمة مرة أخرى، لذا فإن السؤال: متى يلتئم انفصال المشيمة؟ غير منطقي.

انفصال المشيمة الجزئي في الشهور الأولى للحمل

لقد ذكرت العديد من السيدات عند سؤالهن عن تجاربهن مع انفصال المشيمة الجزئي في الشهر الثالث، أو الثاني أو الرابع، أن 90% منهن استطعن إتمام الحمل بعد تلقي علاج هرموني سريع والحصول على قدر عالٍ من الراحة والاستلقاء على الظهر، إلا أنه ليس هناك علامات لالتئام المشيمة تظهر على الحامل لكي تطمئن، فالوسيلة الوحيدة التي تنبئ باستقرار الأمور هي سونار البطن والمهبل.

كيف يتم تشخيص انفصال المشيمة؟

بمجرد وصولك المستشفى سوف يتم إمدادك بالأكسجين والمحاليل، ثم تقوم الطبيبة بعمل فحص سونار للتأكد من سبب الألم، فقد تجد دمًا متجلطًا خلف المشيمة يكشف عن درجة الانفصال، بالإضافة إلى فحص عنق الرحم، فقد يكون سبب النزيف جرح به أو ورم حميد به، كذلك تحسس إذا كان عنق الرحم يتسع فإن ذلك ينبئ بإجهاض أو ولادة مبكرة، ويتم قياس نبض الجنين بشكل منتظم للوقوف على مدى استقرار حالته الصحية، كذلك قد تحتاجين إلى نقل دم لتعويض ما فقدته خلال النزيف، أما إذا كانت فصيلة دمك من الريسوس السلبي فسوف تحتاجين إلى حقنة المضاد المناعي.

هل يتكرر انفصال المشيمة؟

يعتبر انفصال المشيمة في حمل سابق هو أحد عوامل تعرضك إلى انفصالها مرة أخرى، كذلك فقد يتكرر هذا الانفصال في الحمل الواحد أكثر من مرة، حيث أنه قد يحدث الانفصال البسيط في جزء منها دون ظهور أعراض، ثم يتطور إلى انفصال جزئي، وإن لم تحصلي على القدر الكافي من الراحة وتتلقي العلاج الهرموني المناسب بشكل سريع، فقد يصل الأمر إلى انفصال كلي يفقدك الجنين ويؤثر سلبًا على صحتك.

نصائح يجب الالتزام بها عند التعرض لانفصال المشيمة

عندما تؤكد الفحوصات الطبية أنك تتعرضين لانفصال المشيمة، من الأفضل لكِ ولجنينك أن تهدئي من روعك وألا تتركي القلق والتوتر يسيطران عليك، كذلك هناك العديد من النصائح التي تساعدك في تجاوز تلك المرحلة بسلام هذه النصائح هي:

  • احرصي على عدم بذل أي مجهود والاستلقاء على ظهرك قدر المستطاع.
  • تناولي الأدوية التي يصفها الطبيب فقط، وفي مواعيدها بانضباط.
  • تجنبي الوصفات الشعبية والتداوي بالأعشاب في هذه الحالة.
  • اشربي الماء بكميات عالية.
  • يجب إخبار زوجك بأن الجماع في هذه الحالة يعرضك إلى مضاعفات خطيرة.
  • احرصي على اختيار نمط غذائي صحي، يضمن وصول جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجنين بكمية كافية.
  • امتنعي عن تناول المشروبات التي تحفز الطمث والمخاض، مثل: القرفة، الكركم والزنجبيل.

علاج انفصال المشيمة

تتوقف الطريقة التي يعتمدها الطبيب في معالجة الحالة على العديد من العوامل منها: مدى الانفصال سواء كان بسيطًا، أو جزئيًا متوسط الخطورة، أو كلي خطير للغاية، كذلك فإن المرحلة الزمنية التي يحدث فيها الانفصال تؤثر على طريقة العلاج، فالانفصال الذي يحدث في الشهور الأولى من الحمل يعالج بطريقة مختلفة عن الذي يحدث في الثلث الأخير من الحمل.

انفصال المشيمة البسيط

إذا كان هذا النوع من الانفصال في بداية الحمل يتم إعطاء الأم علاجًا هرمونيًا مناسبًا للحالة للمحافظة على ثبات المشيمة، كذلك تغطى أدوية لوقف النزيف مع الراحة التامة، أما إذا كان في نهاية الحمل فيتم وصف أدوية تعمل على إتمام نضج رئة الجنين، ثم تحفيز عملية الولادة المهبلية للخروج بأقل خسائر ممكنة.

الانفصال الجزئي متوسط الخطورة

هذا النوع من الانفصال يستلزم الوجود بالمستشفى تحت الملاحظة الطبية المستمرة، ففي بداية الحمل يتم وصف الأدوية اللازمة لاستقرار الحالة، وإذا كان هناك استجابة من توفق الانفصال والنزيف واستقرار الحالة الصحية للجنين، يتم عمل اللازم لإتمام الحمل قدر المستطاع، أما إذا تدهورت الحالة يلجأ الطبيب إلى التضحية بالجنين والمحافظة على الأم؛ ولكن عندما يحدث هذا النوع في أواخر الحمل يتم إعطاء الأم حقنة لإتمام نضج الرئة، ثم التجهيز إلى ولادة قيصرية في الحال.

الانفصال الكلي الخطير

إن الانفصال الكلي يشكل خطرًا شديدًا على الأم وجنينها، فإذا حدث في بداية الحمل يؤدي إلى الإجهاض، أما إذا كان في الثلث الأخير من الحمل فلابد من إجراء جراحة قيصرية في الحال، يمكن فيها إنفاذ الأم والجنين مع وجود بعض المشاكل الصحية لديهما، أو لا قدر الله فقد أحدهما خلال عملية الولادة.

الوقاية من انفصال المشيمة

يمكنك عزيزتي تجنب حدوث تلك المشكلة من خلال اتباعك نمط حياة صحي خالٍ من الإدمان والتدخين، كذلك المحافظة على منطقة البطن من أي إصابة أو تصادم، وامتنعي تماماً عن ممارسة الرياضات العنيفة، بالإضافة إلى أنه إذا كنت تعانين من الضغط المرتفع فاحرصي على المتابعة الطبية المنتظمة.

أما إذا تعرضتِ في حمل سابق لانفصال المشيمة وتخططين إلى حمل جديد، فمن الأفضل الرجوع أولاً إلى الطبيب المتابع لحالتك كي يساعدك على تفادي ذلك الحدث مرة أخرى، لكي يتم حملك بخير وسلام فتقر عينك بما تشتهين.

انفصال المشيمة والجماع

يربط العديد من النساء بين انفصال المشيمة والجماع؛ نظرًا إلى أنه غالباً ما يحدث النزيف خلال أو بعد العلاقة الحميمية، إلا أن الجماع خلال الحمل أمر طبيعي وليس أحد عوامل انفصال المشيمة، لكن إذا كانت المشيمة لديك نازلة أو منزاحة فإن الطبيب يمنع العلاقة في هذه الفترة؛ لأن المشيمة تكون ضعيفة وأي ضغط عليها قد يعرضها للانفصال وإحداث ضائقة جنينية.

الأسبرين وانفصال المشيمة

الأسبرين وانفصال المشيمة

يزيد الأسبرين من معدل سيولة الدم، ومع ذلك فإن استخدامه خلال الحمل وفقا للإرشادات الطبية يكون آمنًا، إلا أن الإفراط في تناول هذا العقار من حيث الكمية أو مدة العلاج، قد يعرضك للنزيف وانفصال المشيمة، بالإضافة إلى التأثير السلبي على نمو الجنين وإضعاف وظائف القلب والرئة، لذا فمن الأفضل تجنبه في تلك الفترة وسؤال الطبيب عن بديل أكثر أمانًا.

ختاماً، نتمنى لكِ حملاً آمناً خاليًا من أي صعوبات، وأن يصل مولودك إلى الحياة معافًا، ولكي تنالي هذه الثمار الطيبة عليك استشارة الطبيب في كل صغيرة وكبيرة، خاصة إذا توافر لديك أحد عوامل انفصال المشيمة سالفة الذكر، فإن اتخاذ الاحتياطات اللازمة يسهل من الوصول إلى الهدف المنشود.

المصادر:

مايو كلينك

بيتر هيلث

هيلث لاين

زر الذهاب إلى الأعلى