أمراض الحمل والولادة

أسباب الإصابة بتسمم الحمل، وما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابه به؟

تصاب المرأة خلال فترة الحمل بالعديد من المضاعفات الجانبية التي تختلف في درجة خطورتها وتأثيرها على الأم والجنين، ويمكن القول بأن تسمم الحمل من الأعراض الجانبية التي تثير مخاوف الأطباء عادةً لما قد يتسبب به من مضاعفات خطيرة قد تؤثر على سلامة الأم وجنينها في بعض الحالات. لذا نوضح لك عبر السطور القادمة كل ما أنت بحاجة لمعرفته عن التسمم الحملي أسبابه وأعراضه والعلامات التي تنذر بالإصابة به بالإضافة لطرق علاجه والوقاية منه لتصبحي قادرة على حماية نفسك وجنينك منه.

تسمم الحمل

الانطباع الأول المنتشر عن التسمم الحملي المعروف كذلك ب”ارتفاع ضغط الدم الحملي البروتيني”هو مدى خطورته على الجنين والأم التي تعد سبباً كافياً للشعور بالقلق من الإصابة به، لكن ما هو تسمم الحمل تحديداً؟ حسناً ببساطة يمكن القول بأنه عرض صحي خطير يحدث خلال فترة الحمل أو بعد الولادة، وتبدأ أعراضه بالظهور عادةً بدايةً من الثلث الثاني للحمل تحديداً عقب مرور الأسبوع العشرين من الحمل أو عقب الولادة بستة أسابيع.

يعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر العلامات التي تميزه إلى جانب ارتفاع نسبة البروتين في البول وتعرض الحامل لتورم الوجه واليدين، لكن لا يمكن تأكيد الإصابة به بناءً على الأعراض فحسب فهناك مجموعة من الفحوص الطبية الضرورية لتأكيد ذلك، لذا عليك الاهتمام بإجراء هذه الفحوص بشكل دوري، يمكن أن يتسبب تسمم الحمل بارتفاع الضغط بسرعة أو بشكل بطيء لكن بمعدل ثابت لذا يمكن القول بأنه ينقسم إلى عدة أنواع نتعرف عليها.

أنواع تسمم الحمل

البعض يخلط في كثير من الأحيان بين هذا التسمم المعروف “بمقدمات الارتعاج” وبين تشنجات الحمل المعروفة “بالارتعاج”، في الواقع الارتعاج يعد أكثر خطورة وحدة من مقدمات الارتعاج فتتضمن أعراضه تعرض الحامل لنوبات تشنج ناتجة عن ارتفاع حاد في معدل ضغط الدم، ويتطلب عادة إخضاع الأم للولادة على الفور بغض النظر عن مدة الحمل، ومن أنواعه المتعارف عليها:

تسمم حملي بسيط: لا تظهر أعراضه بوضوح لدرجة أن الحامل قد لا تلاحظها فارتفاع ضغط الدم خلاله يكون بسيط، ومع ذلك عليك الانتباه وإجراء الفحوص الطبية اللازمة للاطمئنان على سلامتك وسلامة الجنين.

تسمم حملي حاد: يرتفع به معدل ضغط الدم بشدة وعادةً ستتمكن الحامل من ملاحظة الأعراض الأخرى المصاحبة له بوضوح، في بعض الأحيان تتطلب الإصابة به دخول المشفى لتلقي الرعاية اللازمة.

تسمم الحمل عقب الولادة

تسمم الحمل عقب الولادة

قد تصاب المرأة بتسمم الحمل عقب الولادة حتى وإن لم تكن تعاني من أية أعراض تنذر بإصابتها به خلال فترة الحمل، وتظهر أعراض التسمم الحملي بعد الولادة في بعض الأحيان خلال ثمانية وأربعين ساعة من الولادة أو بعد مرور ستة أسابيع، وتتشابه أعراضه مع أعراض التسمم خلال الحمل. يتطلب علاجه تناول الأم للأدوية تساعد على خفض ارتفاع ضغط الدم وحمايتها من التعرض لنوبات تشنج.

أسباب تسمم الحمل

في الواقع لا يمكن القول بأن هناك سبب محدد يؤدي لإصابة الحامل بمقدمات الارتعاج فهناك العديد من العوامل التي تزيد من فرص التعرض له، لكن ما يجمع عليه الأطباء هو أن  الأمر يبدأ بالمشيمة “وهي العضو المسئول عن تغذية الجنين“، حيث أن بداية الحمل تتضمن تكوين أوعية دموية جديدة لترسل الدم للمشيمة بكفاءة، لكن ما يحدث خلال التسمم الحملي أن هذه الأوعية الدموية لا تتطور أو تعمل بكفاءة، فتكون ضيقة مقارنة بالأوعية الدموية الطبيعية، كما أنها تتفاعل مع الإشارات الهرمونية بطريقة مختلفة، بالتالي تقل كمية الدماء المتدفقة من خلالها، قد تتضمن أسباب التطور الغير طبيعي هذا ما يلي:

  • خلل في الجهاز المناعي.
  • طفرة جينية معينة.
  • تدفق الدماء بكمية غير كافية للرحم.
  • تلف الأوعية الدموية.

عوامل تزيد خطر الإصابة بتسمم الحمل

أسباب تسمم الحمل ربما تكون غير واضحة حتى الآن وذلك نتيجة للفروق الفردية الموجودة بين النساء اللاتي يصبن به، الأمر الذي جعل مهمة العلماء أكثر صعوبة في تحديد العوامل المشتركة بين النساء التي يمكن الاستدلال بها على السبب بوضوح، ومع ذلك حدد العلماء مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر تعرض الحامل للإصابة به والتي يجدر على جميع النساء الانتباه لها وهي:

  • التاريخ العائلي: وجود تاريخ طبي في العائلة للإصابة بتسمم الحمل يزيد من فرص تعرض بقية نساء العائلة به.
  • التاريخ الشخصي: تعرض الحامل لمقدمات الارتعاج في حمل سابق تزيد من فرص إصابتها به من جديد عند الحمل مرة أخرى.
  • ارتفاع ضغط الدم: إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم يجعلها أكثر عرضة للإصابة به عن غيرها.
  • أول حمل: تزيد فرص إصابة الأم بمقدمات الارتعاج خلال الحمل الأول لها.
  • اختلاف الآباء: تصبح المرأة أكثر عرضة للإصابة بالتسمم الحملي عند الحمل الأول مع زوج جديد، عن الحمل لأكثر من مرة مع ذات الزوج.
  • المرحلة العمرية: تزيد احتمالية إصابة النساء بتسمم الحمل إن كن صغيرات للغاية أو أكبر من 35 عام.
  • العرق: تزيد فرص إصابة النساء ذوات البشرة الداكنة بمقدمات الارتعاج عن النساء من بقية الأعراق.
  • زيادة الوزن: تزيد السمنة من احتمالية تعرض الأم للإصابة بالتسمم الحملي.
  • الحمل بتوأم: تشيع الإصابة بالتسمم الحملي بين النساء عند الحمل بتوأم أكثر من الحمل بجنين واحد.
  • الفاصل بين الحمل والآخر: تزيد فرص الإصابة بالتسمم الحملي أيضاً إن كان الفاصل بين الحمل وما يليه أقل من سنتين أو أكثر من عشر سنوات.
  • الإخصاب المخبري: تزيد فرص إصابة الحامل بمقدمات الارتعاج كذلك إن كان حملها تم عن طريق الإخصاب في المختبرات.
  • الأمراض المزمنة: إصابة الحامل بأية أمراض مزمنة مثل “أمراض الكلى، مرض سكر الحمل، مرض الذئبة” يزيد من مخاطر تعرضها للإصابة بالتسمم الحملي.

علامات تحذيرية من تسمم الحمل

تمر الحامل قبل تأكيد إصابتها بمقدمات الارتعاج بمجموعة من العلامات التي تنذر باحتمالية إصابتها به، لذا عليك مراقبة نفسك جيداً خلال فترة الحمل خاصةً بداية من الثلث الثاني والثالث للحمل، وعند ملاحظة الأعراض التالية عليك إبلاغ طبيبك على الفور لإجراء الفحوص الطبية اللازمة للتأكد من إصابتك به أم لا:

قلة التبول

أحد العلامات الهامة التي ربما تشير لإصابتك بتسمم الحمل هو انخفاض معدل البول عن المعتاد الذي يشير لوجود خلل في عمل الكليتين، لذا إن لاحظتِ قلة تبولك خلال الحمل عليك إبلاغ الطبيب على الفور، فقد يكون هذا الأمر ناتج عن انقباض الأوعية الدموية نتيجة لارتفاع معدل ضغط الدم.

تورم اليدين والوجه

تورم اليدين والوجه من أعراض تسمم الحمل

يشيع تعرض النساء خلال فترة الحمل لتورم أقدامهم أو أطرافهم السفلية وهذا أمر لا يدعو للقلق عادةً، لكن تعرض المرأة لتورم وجهها خاصةً حول العينين أو يديها هو ما يدعو للقلق، فقد يكون ناتج عن انخفاض معدل البروتين بشكل نسبي في مجرى الدم، أو نتيجة لتسرب الماء للأنسجة من مجرى الدم.

آلام الرأس الشديدة

تعرض الحامل للصداع خلال فترة الحمل من الأمور الشائعة، ومع ذلك فقد أظهرت الدراسات أن أحد أعراض تسمم الحمل هو الإصابة بالصداع النصفي، لذا إن كان الصداع غير محتمل ولا تخف حدته و ترافقه أعراض أخرى مثل اضطرابات في الرؤية وازدياد الحساسية من الضوء ولم تعد المسكنات تجدي معه، عليك استشارة طبيبك فقد تكون هذه علامة مبكرة على إصابتك بمقدمات الارتعاج.

اضطرابات في الرؤية

أحد العلامات الشائعة التي تشير للإصابة بالتسمم الحملي كذلك هي معاناة الحامل من اضطرابات في الرؤية والتي تشمل حساسية الحامل من الأضواء الساطعة أو معاناتها من تشويش في الرؤية، والسبب في ذلك يكون ناتج عن وجود تهيج في الجهاز العصبي المركزي أو نتيجة لإصابتها بوذمة دماغية “تورم المخ”.

الزيادة المفاجئة في الوزن

زيادة الوزن خلال فترة الحمل يعد أمراً طبيعياً للغاية، لكن الزيادة السريعة والمفاجئة في الوزن هي ما تثير القلق، فإن كان الوزن يزيد بمعدل أكثر من كيلوجرام في الأسبوع أو كانت الزيادة بمعدل غير منتظم قد يكون هذا مؤشر للإصابة بالتسمم الحملي. فقد يسبب تلف الأوعية الدموية في جسد الأم تسرب مزيد من الماء من مجرى الدم للجسم والاحتباس داخله بدلاً من توجيهه للكلى حتى يتخلص منها.

أعراض تسمم الحمل

لجانب انتباهك إلى علامات تسمم الحمل التي سبق وأشرنا إليها يجدر الإشارة إلى وجود أعراض أخرى تدل على الإصابة به، وفي الغالب لا يمكن الكشف عن العديد منها إلا من خلال الفحوص الطبية وتشمل أعراض تسمم الحمل ما يلي:

ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم من أكثر أعراض الإصابة بمقدمات الارتعاج شيوعاً ومن الجدير بالذكر أنه قد يتطور بشكل مفاجئ أو ببطء، وتكون نتيجة قياس ضغط الدم مقلقة حينما تعادل أو تتجاوز معدل 140/90، فإن كانت النتيجة مرتفعة بهذا الشكل عند قياسه لمرتين على التوالي يفصل بينهم من 4 إلى 6 ساعات على الأقل فهذا يعد مؤشر خطر، ومن النصائح التي يجب على المرأة الانتباه لها حينما تخطط للحمل هو قياس ضغط الدم على فترات متباعدة في مرحلة ما قبل الحمل حتى تعرف مستوى ضغط الدم لديها في العادة، والمستويات التي تدعو للقلق.

آلام في الكتف أو البطن أو الظهر

تسبب مقدمات الارتعاج ألماً للحامل في البطن يمكنها الشعور به تحديداً في الجزء العلوي من الصدر ناحية اليمين أسفل الضلوع، لكن في بعض الأحيان لا تنتبه الأم لهذا العرض ولا تعيره الكثير من الانتباه ظناً منها أنه نتيجة إصابتها بالإنفلونزا أو نتيجة لركل الجنين لها أو نتيجة لإصابتها بعسر الهضم.

بالإضافة لآلام المعدة قد تعاني الأم مما يعرف ب” الألم الرجيع”، وهو عبارة عن آلام تشعر بها في منطقة الكتف يكون الكبد هو مصدرها الأصلي، أو آلام في المنطقة الواقعة أسفل الظهر.

اضطرابات في التنفس

اضطرابات في التنفس

ضيق التنفس عند الحامل يعد من الأعراض الخطيرة التي لا يجب عليها تجاهلها متى شعرت بها فعليها التوجه على الفور للطوارئ أو زيارة الطبيب، والتي قد ترافقها في بعض الأحيان اضطرابات في النبض وإحساس دائم بالقلق، وهذه الأعراض تشير لتراكم السوائل على الرئتين.

زيادة البروتين في البول

أحد أكثر العلامات التي تميز تسمم الحمل والتي يتم الكشف عنها من خلال إجراء الحامل لتحليل بول، كونه يسبب خللاً في عملية تصفية وتنقية البول في الكلى مما يتسبب في ارتفاع نسبة البروتين في البول.

الغثيان والتقيؤ

مرور الحامل بـ غثيان الحمل خاصةً في فترة الصباح يستمر عادةً لمدة قليلة من الحمل والتي تكون من بداية الشهر الأول وحتى الشهر الثالث فقط، لذا شعور الحامل بالغثيان أو التقيؤ يكون مثير للقلق عند حدوثه بعد انقضاء الثلث الأول من الحمل وقد يكون عرض يشير لإصابتها بتسمم الحمل.

أعراض أخرى

بالإضافة للعلامات والأعراض التي سبق الإشارة إليها، قد يشمل تسمم الحمل الأعراض التالية أيضاً:

  • نقص الصفائح الدموية.
  • اضطرابات في الكبد.
  • زيادة المنعكسات.
  • مشكلات الكلى.

مضاعفات تسمم الحمل

تزيد المخاطر التي يتعرض لها كل من الأم والجنين كلما أصيبت بالتسمم الحملي مبكراً وكلما كانت أعراضه أكثر شدة، ففي بعض الأحيان تتطلب حالة الأم إجراء ولادة سريعة إما عن طريق تحفيز المخاض أو الولادة القيصرية، وتتضمن المضاعفات الصحية الخطيرة التي قد تتعرض لها الأم وجنينها عند الإصابة بمقدمات الارتعاج التالي:

الولادة المبكرة

في حال تعرض الأم لأعراض شديدة من تسمم الحمل قد يكون الحمل الأمثل لها هو الولادة المبكرة وذلك لإنقاذ حياتها وحياة الجنين، ومن الجدير بالذكر أن الولادة المبكرة قد تتسبب بتعرض الجنين لبعض المشكلات مثل معاناته من مشكلة في التنفس، لكن بتلقي الرعاية الطبية اللازمة سيكون على ما يرام.

متلازمة هيلب

تعد متلازمة هيلب من المضاعفات الأكثر حدة الناتجة عن الإصابة بتسمم الحمل والتي قد تشكل خطراً بالغاً على حياة الأم وجنينها، وتتضمن أعراضها شعور الحامل بالصداع وآلام في الجزء العلوي الأيمن من البطن والقيء والغثيان. وتتمثل خطورة متلازمة هيلب في تأثيرها على العديد من أجهزة الجسم الأخرى، كما أنها تظهر في كثير من الأحيان دون مقدمات بشكل مفاجئ قبل اكتشاف ارتفاع معدل ضغط الدم كما أنها قد تظهر دون أية أعراض مسبقة.

التأثير على نمو الجنين

يؤثر التسمم الحملي على الشرايين المسئولة عن توصيل الدماء للمشيمة، الأمر الذي قد يتسبب بتلقي الجنين لنسبة قليلة من الأكسجين والدم والعناصر الغذائية، مما يؤثر على عملية نمو الجنين متسبباً في تباطؤ نموه وانخفاض وزنه عند الولادة.

الانفصال المبكر للمشيمة

يزيد تسمم الحمل من فرص تعرض الحامل لـ انفصال المشيمة المبكر والذي يعني انفصال المشيمة عن جدار الرحم الداخلي قبل موعد الولادة، وقد يتسبب الانفصال الحاد إلى تعرض الأم لنزيف حاد قد يهدد حياتها وحياة جنينها.

تلف في أعضاء أخرى

ربما يتسبب تسمم الحمل في تلف بعض أعضاء الجسد الأخرى مثل الكلى أو الكبد أو القلب أو الرئتين أو العينين، كما أنه قد يتسبب في إصابة الأم بسكتة دماغية أو أية إصابة أخرى في الدماغ ومن الجدير بالذكر أن تضرر أعضاء الجسم يتوقف على مدى حدة تسمم الحمل.

الإصابة بأمراض القلب

الإصابة بأمراض القلب

تزيد فرص تعرض الحامل لأمراض القلب والأوعية الدموية بعد إصابتها لتسمم الحمل، كما أن درجة الخطورة تصبح أعلى في حال سبق وتعرضت الحامل لتسمم الحمل لأكثر من مرة أو سبق لها الخضوع للولادة المبكرة. وحتى تقللي من فرض تعرضك لأمراض القلب ننصحك باتباع نظام غذائي صحي عقب الولادة والحفاظ على وزنك بالإضافة لممارسة الرياضة بانتظام والابتعاد عن العادات السيئة مثل التدخين.

الإصابة بالارتعاج

إن لم تتم السيطرة على تسمم الحمل ربما تصاب الأم بالارتعاج الذي يمثل درجة خطورة أكبر على الأم والجنين، وفي هذه الحالة يصبح إخضاع الأم للولادة أمر ضروري بصرف النظر عن المدة التي انقضت من الحمل.  ومن الجدير بالذكر أنه من الصعب للغاية التنبؤ باحتمالية تعرض الأم لتسمم الحمل الحاد الذي يؤدي لإصابتها بالارتعاج، ففي الغالب لا يوجد علامات أو إشارات تحذيرية لتوقع الإصابة به.

الوقاية من تسمم الحمل

لا زالت الأبحاث مستمرة في دراسة أساليب الوقاية من تسمم الحمل لبيان مدى جدواها في خفض فرص الإصابة به، لكن حتى الآن لا يوجد استراتيجيات واضحة يمكن القول بأن اتباعها سيقلل من خطر الإصابة به ومع ذلك هناك مجموعة من النصائح التي يوصي بها الأطباء ومنها:

ما قبل الحمل

قبل أن تقرر المرأة الحمل عليها أن تنتبه للعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتسمم الحملي حتى تتمكن من السيطرة عليها، مثل السمنة فعليك أن تفقدي الوزن الزائد مسبقاً إن كنت بحاجة لذلك، والتأكد من سيطرتها على الأعراض الأخرى مثل الأمراض المزمنة كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم.

تناول الأسبرين

يصف الطبيب المعالج في بعض الأحيان للأم جرعة منخفضة من الأسبرين لتناولها بداية من الأسبوع الثاني عشر من الحمل، وذلك في حالة كان لديها بعض العوامل التي تزيد من فرص إصابتها بالتسمم الحملي مثل التاريخ العائلي أو الشخصي للتعرض له وتعدد الحمل بالإضافة لمعاناتها من الأمراض المزمنة مثل الكلى أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

تناول مكملات الكالسيوم

في بعض الأحيان قد تساعد حبوب الكالسيوم الحوامل اللاتي يعانين من نقص الكالسيوم قبل مرحلة الحمل ولا يأخذن كفايتهن منه خلال الحمل من خلال النظام الغذائي في الحد من فرص تعرضهم للتسمم الحملي، لكن الطبيب وحده القادر على تحديد إن كانت الأم بحاجة لتناول هذه المكملات أم فلا يمكنك تناولها على مسئوليتك الشخصية.

السيطرة على ضغط الدم

هناك بعض العوامل التي تلعب دور رئيسي في ارتفاع معدل ضغط الدم، وحتى تتمكني من السيطرة على معدله ليبقى ضمن الحد الطبيعي عليك أن تتبعي النصائح التالية:

  • حافظي على وزنك ليكون دائماً ضمن الحدود التي يوصى بها.
  • حاولي أن تحكمي السيطرة على الأمراض المزمنة وأعراضها إن كنت مصابة بأي منها.
  • عليك أن تقللي من استخدام وإضافة الملح إلى طعامك.
  • تجنبي تماماً الوجبات السريعة أو الأطعمة المقلية، واستبدليها بالأطعمة الصحية المعدة في المنزل.
  • احرصي على أخذ قسط كافي من الراحة دائماً.
  • ممارسة الرياضة للحامل بانتظام لخمسة مرات خلال الأسبوع.
  • ارفعي قدميك خلال اليوم كلما تسنت لك الفرصة.
  • تجنبي تماماً المشروبات الغنية بالكافيين.

تشخيص تسمم الحمل

حتى يتمكن الطبيب من تشخيص إصابة الأم بتسمم الحمل يجب أن يكون معدل ضغط الدم لديها مرتفع ارتفاع حاد مصاحباً لواحد أو لأكثر من الأعراض التالية التي تظهر عقب انقضاء عشرين أسبوع من الحمل:

تشخيص تسمم الحمل

  • زيادة معدل البروتين في البول.
  • انخفاض عدد الصفائح الدموية.
  • وجود اضطرابات أخرى في الكلى خلاف زيادة معدل البروتينات في البول.
  • زيادة معدل السوائل في الرئتين.
  • معاناة الأم من اضطرابات في الرؤية أو الشقيقة.

من الجدير بالذكر أن حالات التسمم بالحمل كانت تشخص في الماضي إن كانت الأم تعاني من ارتفاع في ضغط الدم وزيادة معدل البروتين في البول أما اليوم أصبح الأطباء على دراية تامة بأن الأم قد تصاب بتسمم الحمل حتى إن لم يكن هناك بروتينات في البول.

الاختبارات اللازمة لتسمم الحمل

في حالة الاشتباه بإصابة الأم بتسمم الحمل فإن الطبيب يخضعها لمجموعة من الفحوصات والاختبارات الطبية حتى يتأكد من إصابتها من عدمه، والتي تتضمن ما يلي:

  • اختبارات خاصة بوظائف الكبد والكلى وقياس معدل الصفائح الدموية.
  • تحليل البول للتأكد من معدل وجود البروتين به.
  • مراقبة نمو الطفل عن طريق تصويره بالأشعة فوق الصوتية لتقدير وزنه وكمية السائل السلوي في الرحم.
  • إجراء اختبار “NST” لفحص معدل ضربات قلب الجنين خلال تحركه.
  • إجراء اختبار الملامح البيوفيزيائية لقياس تنفس الجنين وحركته وتوتره العضلي.

علاج تسمم الحمل

عند تشخيص الأم بتسمم الحمل فإن الطبيب سيحرص على قدومها لزيارته مرات أكثر من الزيارات المعتادة للحمل بشكل منتظم، كما سيخضعها بشكل مستمر لاختبارات الدم وتصوير الجنين بالأشعة فوق الصوتية وعدد من الفحوصات الأخرى، أما عن البروتوكول المتبع لمعالجة التسمم الحملي فإنه يشمل ما يأتي:

الولادة

تعد الولادة هي أكثر طرق علاج تسمم الحمل فاعلية، فتظل الأم في خطر متزايد للتعرض لانفصال المشيمة المبكر والنوبات والنزيف الحاد والسكتات الدماغية لكن إن كانت الأم لا تزال في مراحل مبكرة من الحمل فقد لا يكون إخضاعها للولادة هو الحل الأمثل بالنسبة للطفل، لكن في بعض الحالات الشديدة ربما يحفز الطبيب الولادة أو يقوم بإجراء ولادة قيصرية حرصاً على سلامة الأم والجنين.

الأدوية

الكشف المبكر عن الإصابة بتسمم الحمل يساعد الطبيب على سرعة السيطرة عليه من خلال استخدام بعض الأدوية التي تتضمن:

  • أدوية تساعد على خفض معدل ضغط الدم المرتفع.
  • أدوية مضادة للاختلاج لحالات تسمم الحمل الحاد.
  • الكورتيكوستيرويدات وتستخدم لإطالة فترة الحمل عن طريق تحسين الصفائح الدموية، كما أنها تساعد على تطور رئة الجنين خلال 48 ساعة فقط لتجهيزه للولادة المبكرة.

دخول المشفى

قد يكون الخيار الأفضل لحماية الأم وجنينها وضمان سلامتهم هو إدخالها للمشفى لتبقى تحت ملاحظة الأطباء على مدار الساعة وتلقى الرعاية الطبية اللازمة للحفاظ على سلامتها وسلامة جنينها، وغالباً يضطر الطبيب لاتخاذ هذا الإجراء إن كانت حالة الأم شديدة.

الأسئلة الشائعة حول تسمم الحمل

يظل تسمم الحمل الأمر الأكثر أهمية الذي يشغل بال الأمهات طوال فترة الحمل فلا تنشغل الأم خلال حملها سوى بجنينها وتحرص على الحفاظ عليه وعلى سلامته بشتى الطرق الممكنة ومقدمات الارتعاج تعد من أكبر المخاطر التي تهدد سلامة الجنين وسلامتها، لذا الأسئلة التي تطرح حوله كثيرة ويمكن القول بأنها لا تنتهي وفيما يلي جمعنا لك أكثر الأسئلة الشائعة عن التسمم الحملي وهي:

متى يجب زيارة الطبيب

متى يجب زيارة الطبيب

عليك الانتظام في زيارة الطبيب خلال المواعيد التي يحددها لك منذ بداية الحمل حتى يتمكن من متابعة حالتك الصحية وتطورها بانتظام، ويتمكن من اكتشاف إمكانية تعرضك للإصابة بتسمم الحمل مبكراً فكلما تم اكتشافه بسرعة كلما كان علاجه والسيطرة عليه ممكناً أكثر.

لكن عند شعورك بآلام شديدة في الرأس أو مشكلات في الرؤية أو آلام شديدة في بطنك أو صعوبة في التنفس عليك التوجه للمشفى على الفور أو التواصل مع طبيبك، فهذه الأعراض عادةً تكون شائعة خلال الحمل ومن الصعب التفرقة بين كونها عادية أو تنذر بخطر أكبر لذا عليك التواصل مع الطبيب فهو الوحيد القادر على معرفة الفارق واتخاذ الإجراء المناسب.

كيف يمكن التعامل مع تسمم الحمل

في حال تعرضك لتسمم الحمل البسيط لا داعي لأن تصابي بالقلق وفي الغالب لن تكون هناك حاجة لدخولك المشفى، لكن ما يمكنك فعله للتعايش معه هو ما يلي:

  • عليك الحصول على قسط كافي من الراحة، والاستلقاء على جانبك الأيسر كي يخف وزن الجنين عن الأوعية الدموية.
  • التزمي بالمواعيد التي يحددها الطبيب لمراجعته، وبإجراء الفحوص الطبية بانتظام.
  • احرصي على شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء على مدار اليوم.
  • اتباع نظام غذائي للحامل صحي متوازن على أن يكون غنياً بالبروتين.

متى ينتهي تسمم الحمل

متى ينتهي تسمم الحمل يعد من أكثر الأسئلة الشائعة المطروحة من الأمهات خاصةً المصابات به، وفي الواقع ينتهي تسمم الحمل في الغالب عقب ولادة الجنين حيث تعد هي الحل الوحيد والأمثل لعلاجه، وذلك لأن أعراضه تتوقف عن التطور بعد الولادة وتزول ويعود الضغط لمستواه الطبيعي من جديد.

ما هو تأثير تسمم الحمل على الجنين

القلق الذي يساور الأمهات من مقدمات الارتعاج يدور في الغالب حول الجنين، ويمكن القول بأن من تأثيراته على الجنين هو ولادته منخفض الوزن أو معاناته من بعض المشكلات الصحية لكن عادةً يمكن السيطرة عليها، فمعظم من يصبن بتسمم الحمل يلدن أطفالاً يتمتعون بصحة جيدة ومعافين تماماً.

هل يسبب تسمم الحمل الوفاة؟

تؤدي مقدمات الارتعاج بالوفاة للأم أو الجنين لكن هذا الأمر يكون في بعض الحالات النادرة، فقد يؤثر على نسبة الدم التي تصل للدماغ بالتالي تقل كمية المواد الغذائية والأكسجين التي تصل للمخ فتبدأ خلاياه بالموت، مما يؤدي لتلف الدماغ أو الموت. كذلك فإن الارتعاج الحاد قد يتسبب بإصابة الأم بنزيف حاد يهدد حياتها وحياة الجنين.

هل يسبب تسمم الحمل الوفاة

سلامتك وسلامة جنينك خلال فترة الحمل مسئولية تقع على عاتقك وحدك في الغالب، لذا قبل التخطيط لإنجاب طفل عليك الإطلاع على أبرز مشكلات الحمل لتفاديها ويأتي تسمم الحمل على رأس هذه المشكلات، التي ينبغي عليك الانتباه لأعراضها وعوامل خطورتها لتداركها مبكراً لأجل سلامتك أنت وطفلك.

المصادر:

مايو كلينك

ويبميد

هيلث لاين 

زر الذهاب إلى الأعلى