حركة الجنين

الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى | هل أثبت العلم حقًا وجود فرق بينهما؟

تكمن سعادة الحامل في انتظار ولادة جنينها وتشوقها لمعرفة نوعه، مما يجعلها تستمع للأقاويل المتوارثة التي تتردد حول الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى وتبحث في تجارب الأخريات، فهناك من تقول أن شكل البطن واستدارتها تشير إلى نوع الجنين، وتقول أخرى أن شكل وجهها خلال مراحل الحمل هو ما يدل على جنس الجنين، وأيضًا من بين هذه الطرق المستخدمة لاستنباط جنس المولود الانتباه لحركاته وركلاته ومكان الألم الذي يصيب المرأة، فهل حقًا هذه الوسائل التقليدية والتي ليس لها أي أساس علمي أو طبي تصيب وتصح؟ أم أنها تظل تحت بند الشائعات؟ وما مدى حقيقة هذه الأقاويل؟ كل هذا سنتعرف عليه من خلال هذا المقال.

الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى

تعد حركة الجنين داخل الرحم أحد التطورات المهمة خلال هذه الفترة، والتي تشير إلى نمو الجنين بشكل سليم وصحي، إذ أنها تعد مؤشراً إيجابيًا يبعث للأم الشعور بالاطمئنان على جنينها والشعور بأنها قريبة من النبتة التي تنشأ بداخلها، فتلك الخفقات والركلات الخفيفة التي تشعر بها الأم تكون مثيرة ومليئة بالفرح والسعادة.

وعند بلوغ الشهر الرابع من الحمل ويبدأ الجنين حركاته الأولى يبدأ الشغف والرغبة تزيد لـ معرفة نوع الجنين، وتظل تتساءل وتبحث عن الفرق بين حركة الجنين الولد والبنت، وهل درجة الألم عندما يتحرك تختلف عند الحمل ببنت أو ولد؟ دعينا نتعرف من خلال السطور القادمة على الأقاويل المتوارثة والمستخلصة من تجارب الحوامل والتي تشير إلى نوع الجنين، والجدير بالذكر أنها غير معترف بها علميًا أو طبيًا وليس لها أي أساس من الصحة، وهي كالتالي:

حركة الجنين الذكر

سؤال هام يرواد كافة الحوامل متي يتحرك الجنين الذكر؟، وهل الجنين الذي يتحرك أولاً يكون ذكراً؟، والإجابه هي إنه ليس هناك قاعده علمية تثبت ذلك ولكن يقال بأن حركة الجنين الذكر تسبق حركة الأنثى بحيث تبدأ في الظهور خلال الشهر الرابع من الحمل، كما أن حركته تكون قوية وحادة عن الأنثى، ولكنها ليست مسترسلة بحيث تظهر وتختفي، وأيضًا دقات قلبه قوية، إلى جانب ذلك فإن الجنين الذكر يتمركز في أعلى البطن، ويتحرك بنمط بطيء وبشكل حاد.

حركة الجنين الأنثى

تشير تجارب الحوامل السابقة إلى أن الفرق بين حركة الولد والبنت تظهر في أن تحرك الأنثى يبدأ في الشهر الخامس، وتكون دقات قلبها خفيفة، وتتميز بحركات سريعة ومتلاحقة وكثيرة، وتتواجد في أسفل البطن.

الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى علميًا

من المعروف أنه لا يُمكن توقع الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى من خلال نشاطه داخل الرحم، وكذلك لا يوجد دليل علمي مثبت يشير إلى ذلك، وإنما هناك بعض العوامل المؤثرة في حركة الجنين مثل: زيادة وزن المرأة الحامل عن المعدل الطبيعي، ومستوى النشاط المبذول خلال اليوم ففي حالة كانت مجهدة وقامت بالعديد من الأعمال الشاقة ستؤثر على الاحساس بحركة الجنين وتؤدي لنقصانها.

الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى علميًا

وكذلك وضعية الأم كالراحة والاستلقاء أو الوقوف والحركة، وأيضًا تناول وجبات خفيفة وتوزيعها على مدار اليوم، كل هذه العوامل تؤثر على حركة الجنين ونشاطه من حيث الزيادة والنقصان، كما أن حركة الجنين في الحمل الثاني تكون ملحوظة أكثر من حملها السابق، مما يجعل المرأة تعتقد بأن نوع الجنين في الحمل الثاني معاكس لنوعه في الحمل السابق، وفي الحقيقة فإن الفرق بين حركة الولد والبنت داخل رحم الأم كلها خرافات ولا يوجد دليل علمي على ذلك.

دراسات حول الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى

قامت مجموعة من الأبحاث العلمية التي أجريت على 123 امرأة حامل عام 2003 لمراقبة الحركات التي يحدثها الجنين لفترة زمنية تقدر بساعة في الفترة من الأسبوع 15_17 و 27_28 أسبوعًا من أسابيع الحمل، وفي الأسابيع 37_39 خلال الحمل، وقاموا بمراقبة الأجنة لمدة ساعتين وتم ذلك باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية، فما الذي نتج عن هذه الدراسة؟

هدفت الدراسة إلى معرفة الاختلاف بين معدل ضربات نبض الجنين، وتمت في آن واحد في الأجنة الذكور والإناث وقاموا بتسجيل نتائج فحوصات الموجات فوق الصوتية في الثلث الثاني من الحمل، ومقارنته بالنتائج التي تم أخذها في الثلث الأخير من الحمل، وأيضًا تسجيل الحالات السلوكية بين الأجنة الذكور والبنات، وتبين من خلال هذه الدراسة أنه لا يمكن التنبؤ بنوع الجنين من خلال ضربات قلبه أو سلوكه.

وفي عام 2016، أجريت دراسة على مجموعة من السيدات اليابانيات بين الأسبوع 28_39 من الحمل وتم تطبيقها على 59 من الأجنة الذكور وعدد 53 من الأجنة الإناث، وذلك باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية وعمل اختبار النمو العصبي قبل الولادة، وتبين من خلال هذه الدراسة بأن ليس هناك فرق ملحوظ في الحالات السلوكية بين الجنين الذكر والأنثى، بذلك يمكننا القول بأن الأبحاث العلمية قد أشارت إلى أنه لا يوجد علاقة بين حركة الجنين وجنسه.

حركة الجنين في جهة اليسار وعلاقتها بجنس الجنين

تكثر الأقاويل المتوارثة حول اتجاه حركة الجنين وموضع تمركزه، حيث تقول بعض السيدات من خلال تجاربهم السابقة بأن حركة الجنين في الجهة اليسرى تشير إلى الحمل بذكر، وحركة الجنين في الجهة اليمنى مؤشر على الحمل بأنثى، وكذلك يُقال بأن الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى تظهر من حيث التوقيت الذي تشعر خلاله الأم بالحركة، فإذا كانت الحركة شديدة في فترة الليل فربما تكوني حاملًا بجنين ذكر، أما الأنثى فتكثر حركتها في فترة النهار وتكون سريعة ومتلاحقة، والجدير بالذكر أن تلك الأقاويل كلها توقعات غير مضمونة ويفضل التوجه للطبيب للفحص ومعرفة نوع الجنين.

معدل حركة الجنين

في كثير من الأحيان تكون حركة الجنين داخل الرحم خفيفة في الشهور الوسطى وأشبه بالرفرفة ويصعب تمييزها عن غازات البطن عند الحامل، لكن مع التقدم في شهور الحمل والدخول في الشهور الأخيرة يزداد وزن الجنين وتصبح حركاته ملحوظة أكثر وتشبه توجيه ركلات بالقدم إلى بطن الأم، ويجب عليها أن تدقق في حساب عدد هذه الركلات ومعدلها لكي تطمئن على صحة جنينها.

ويعد الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى اجتهادات شخصية غير مؤكدة، والوسيلة العلمية الوحيدة التي يُمكنها أن تتنبأ بنوع الجنين هي الفحص بجهاز الموجات فوق الصوتية؛ فهو أكثر دقة ومبني على أسس علمية وليس خرافات.

والجدير بالذكر أنه لا يوجد عدد معين من الحركات تشعر به جميع الأمهات، فالأمر يختلف من امرأة لأخرى ومن جنين لآخر، ولكن لابد أن تأخذي بعين الاعتبار أن أي تغيّر ملحوظ في عدد هذه الحركات أو التوقف عن الشعور بها يشير إلى أن الجنين يواجه مشكلة صحية ما، ويجدر بكِ حينها التوجه فورًا إلى الطبيب؛ لأنكِ كلما أسرعتِ في حل هذه المشكلة، كلما زادت فرصتك في الحفاظ على جنينك عن طريق تناول العلاج المناسب.

العوامل المؤثرة في حركة الجنين

هناك العديد من العوامل المؤثرة على حركة الجنين داخل الرحم وغالبًا ما تكون متعلقة بالأم، والأمر لا يتعلق من قريب أو من بعيد بالفرق بين حركة الولد والبنت، وإنما يتعلق بحجم الجنين ووضعيته داخل الرحم، وأيضًا فإن معدل نشاط وحركة كل جنين يختلف عن الآخر، والطبيعي أن هناك أوقات في اليوم تقل خلالها الحركة، فقد ينام لساعات طويلة تفتقدي خلالها إحساسك به، وإليكِ بعض هذه العوامل، وهي كالتالي:

وضعية الجنين

وضعية الجنين تحدد الفرق بين الجنين الذكر والأنثي

اتخاذ الجنين لوضعية الجلوس، وهي التي يكون فيها جالسًا داخل الرحم بحيث يكون رأسه في أعلى الرحم وباقي جسمه في الأسفل مما يؤثر على حركته ويجعلها قليلة، وعلاوة على ذلك فإن هذه الوضعية تشكل خطورة على الجنين أثناء الولادة، ويمكن أن تؤدي إلى انقطاع الحبل السري.

حجم الجنين

العلاقة بين الحجم والحركة نسبة وتناسب، فكلما زاد حجم الجنين كلما كان من الصعب عليه التحرك داخل الرحم بسبب ضيق المكان، ولذلك فلا تستطيع الأم أن تشعر بحركته بشكل دائم خلال الثلث الأخير من الحمل.

التوقيت

وضعية الاستلقاء والهدوء للأم تزيد من حركة الطفل بمعدل أعلى مقارنةً بالوقت الذي تتحرك فيه أو تبذل خلاله أي نشاط بدني أو مجهود، لذا غالبًا ما تزيد حركته ليلاً وتشعر بها الأم بشكل ملحوظ، كما أن وزنها يعد من العوامل المؤثرة على حركة الجنين.

المشيمة الأمامية

تتسبب المشيمة الأمامية في زيادة سماكة بطانة الرحم، لذا في هذه الحالة يكون من الصعب على الأم أن تشعر بحركة الجنين وركلاته، وذلك لأنها هي التي تتلقى هذه الركلات والضربات بدلًا من الأم، وبالتالي لا تصل إلى جدار الرحم وتكاد لا تشعر بها.

الكمية القليلة من السائل الأمنيوسي

قلة الماء الذي يسبح فيه الجنين لا تتيح المساحة الكافية لحركته، لذلك لا تشعر بها الأم، وبالإضافة إلى ذلك فإن بعض العادات الخاطئة التي تمارسها الحامل مثل التدخين أو شرب الكحول تتسبب في قلة حركة الجنين.

العوامل التي تتسبب بزيادة حركة الجنين

لوحظ بشكل عام وجود بعض العوامل التي تؤثر على زيادة حركة الجنين وتساعد على تنشيط حركته على النحو التالي:

  • تناول المنشطات أي الأكلات التي تزيد من حركة الجنين والمشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة والشوكولاتة.
  • النوم والاستلقاء، فالجنين يكون أكثر حركة ونشاطًا عند راحة الأم وعدم بذلها أي مجهود.
  • تزداد الحركة بعد تناول وجبة طعام خفيفة، وخاصةً إذا كانت تحتوي على سكريات.

تطور حركة الجنين خلال الحمل

يمر الجنين وهو بداخل رحم الأم بالعديد من التطورات ومراحل نمو الجنين خلال شهور الحمل المختلفة، وغالبًا ما تبدأ حركته من الشهر الرابع من الحمل، وفي الكثير من الأحيان لا تشعر بها الأم التي تخوض تجربة الحمل للمرة الأولى أو ذات الوزن الثقيل، وربما تكون أوضح للأم النحيفة أو التي سبق ومرت بهذه التجربة من قبل وليس لأن هذا يدخل في الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى كما هو شائع، وإليكِ بعض هذه التطورات على النحو التالي:

الشهر الخامس

خلال هذا الشهر تكون حركة الجنين خفيفة نظرًا لوزنه الذي مازال في طور النمو، وفي هذا الشهر يستطيع تحريك الذراعين والساقين بغض النظر عن نوع الجنين سواء كان ذكراً أو أنثى.

الشهر السادس

كلما تقدم الحمل كلما زاد وزن الجنين إذا كان ينمو بشكل طبيعي، وخلال هذا الشهر تقل الحركة نسبيًا وذلك لزيادة حجمه عن الشهر السابق.

الشهر السابع

تحاول الأم أن تستنبط نوع الجنين من خلال حركته في هذا الشهر، فنتيجة تطور الجهاز الحركي عند الجنين خلال هذا الشهر وزيادة التكوين العضلي له، فإن الأم تعاود الشعور بالحركة، وتستطيع التفريق بين قوة الحركة من ضعها، ومع هذا فإنها لا تستطيع معرفة الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى بالاعتماد على قوتها أو ضعفها فقط.

الشهر الثامن

الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثي في الشهر الثامن

يزداد وزن الجنين بصورة واضحة خلال الثلث الأخير من الحمل، لذا فخلال هذا الشهر تبدأ حركة الجنين في النقصان بسبب ضيق المساحة التي يسبح فيها، ولعلك لا تحتاجي خلال هذا الشهر للاستماع إلى الأقاويل المتوارثة لتعرفي نوع جنينك، فيُمكنك بكل سهولة الفحص بالسونار عند الطبيب المختص ومعرفة نوع المولود.

في الختام وبعد أن تحدثنا عن الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى نستدل مما سبق أن حركة الجنين المبكرة لا تعد دليلًا علميًا موثوقًا لمعرفة نوع الجنين، وإنما هي محض خرافات وأقاويل متوارثة، في حين أن الفحص لدى الطبيب المختص بالسونار هو الطريقة الصحيحة لمعرفة نوع الجنين، وفي حالة عدم ظهور نوعه من خلال الفحص بالسونار ففي هذه الحالة سوف يرشح لكِ الطبيب أنواع أخرى من الطرق العلمية.

المصادر:

ريسيرش جيت

زا جارديان

إن سي بي أي

زر الذهاب إلى الأعلى