أمراض الحمل والولادة

ما أسباب نزول المشيمة في الشهر السادس؟ وكيف يمكن علاجها؟

تتعرض المرأة الحامل لمشاكل صحية وتكون عائقاً أمام استكمالها لرحلة الحمل لآخرها، من بين هذه المشاكل نزول المشيمة في الشهر السادس، فهي تحدث لأربع سيدات من حوالي ألف حالة، فتنزل المشيمة لتغطي فتحة عنق الرحم، في حين يكون مكانها الرئيس هو بقية الجوانب الأخرى وليس الجانب السفلي؛ فتشكل خطراً على الجنين والأم؛ لذا تعرفي معنا على الحل المناسب لها.

نزول المشيمة في الشهر السادس

تسمى أيضاً بالمشيمة النازحة، لأنها تتزحزح إلى أسفل الرحم، فتغطي بشكلٍ كلي أو جزئي فتحة عنق الرحم، ولكن يكون المكان المناسب لها هو في الأعلى أو الجانب الأيمن أو الأيسر، وفي حالة وجود أعراض لنزولها مثل النزيف المهبلي؛ يتم عمل فحص بالموجات فوق الصوتية؛ لمعرفة مكانها بالتحديد، ووصف العلاج المناسب تبعاً للحالة، وتكمن خطورتها في أنها تسبب إجهاض في الشهور الأولى، أو اللجوء إلى الولادة القيصرية المبكرة؛ لوقف النزيف المهبلي وإنقاذ الجنين.

أنواع المشيمة النازلة

من الطبيعي أن يكون مكان المشيمة في الشهور الأولى من الحمل هو الجانب السفلي، ومع تطور الحمل وتقدمه، تنتقل إلى الجانب الأعلى؛ حتى يصل الحمل إلى الشهور الأخيرة، فتصل المشيمة بالقرب من الجزء العلوي من الرحم، وهو أمر طبيعي يقوم به الجسم بشكلٍ تلقائي للاستعداد للولادة، ولنتعرف أكثر على المشيمة النازلة في الشهر السادس، سنتطرق إلى أنواعها ومدى خطورة كل نوع على الأم أو الجنين:

المشيمة النازلة بشكل جزئي

تغطي المشيمة في هذه الحالة جزء من عنق الرحم، فمن الوارد هنا اتخاذ قرار الولادة الطبيعية مع أخذ الاحتياطات اللازمة؛ لتجنب النزيف الحاد أثناء وبعد الولادة.

المشيمة الهامشية

تكون المشيمة ملامسة لحوالي 2 سم من فتحة عنق الرحم، ولكنها لا تغطيها، فيلجأ الطبيب إلى الولادة الطبيعية بالطبع، ولكن قد يحدث نزيف بسيط أثناء الولادة ويمكن التغلب عليه بشكلٍ سريع.

المشيمة النازلة بشكل كلي

تشكل هذه الحالة خطورة كبيرة على الأم، حيث يحدد الطبيب موعد الولادة القيصرية على الفور، وهنا يواجه الجنين مخاطر الولادة المبكرة مثل عدم اكتمال الرئتين، أو نقص في الوزن والدخول إلى الحضانة، كما أنه قد تتعرض الأم إلى نزيف حاد.

أسباب نزول المشيمة في الشهر السادس

أسباب نزول المشيمة في الشهر السادسنزول المشيمة بالشهر السادس يحمل أسباباً عدة، ففي حالة نزولها بعد الأسبوع العشرين من الحمل ( بعد الشهر الرابع)، تصيب الرحم بتشوهات، فتنزل المشيمة إلى الأسفل، بالإضافة إلى اتباع الأم لعادات سيئة مثل التدخين، كذلك الحمل بتوأم يسبب ذلك، كما أن خضوع الأم لعمليات جراحية سابقة في الرحم تسبب نزول المشيمة؛ لذا تعرفي على أسباب أخرى مهمة تخص نزولها وهي فيما يلي:

  • التعرض لعملية ولادة قيصرية سابقة.
  • تعرض الأم لـ الإجهاض في الحمل السابق.
  • إصابة الأم بنزول المشيمة في الحمل السابق.
  • عدم وجود فترة راحة كافية بين الحمل الأول والثاني.
  • كبر سن المرأة الحامل.
  • التعرض لمجهود عنيف أثناء الحمل.
  • الإصابة بمرض الضغط أو السكر.
  • حدوث التصاق في الرحم؛ نتيجة جراحة سابقة.
  • التلقيح الصناعي.
  • حالة الرحم المقلوب.

أعراض نزول المشيمة في الشهر السادس

يلازم المشيمة النازلة في الشهر السادس أعراض معينة؛ مثل النزيف المهبلي، فيكون هو العرض الرئيس لها، والذي يستدل به الطبيب على نزولها، فيقوم بعمل تشخيص بالسونار للتأكد، وتحديد نوعها ومدى خطورتها، وفي حالة حدوث النزيف الحاد، يتطلب من المرأة الخضوع إلى عناية خاصة بالمستشفى، كذلك في حين ظهور أعراض أخرى مع النزيف مثل:

  • آلام حادة بالبطن والحوض.
  • نزيف متكرر في منتصف فترة الحمل.
  • حدوث نزيف بعد الجماع.
  • كبر حجم الرحم بشكل مبالغ فيه ولا يناسب مرحلة الحمل.
  • أن يكون الجنين بالداخل متخذ الوضعية العرضية.

التشخيص 

كما ذكرنا فإن المشيمة تكون منخفضة في شهور الحمل الأولى، ولكن بعد الأسبوع العشرين ترتفع، وفي بعض الحالات النادرة تظل بالأسفل، ومع ظهور الأعراض يُجرى التشخيص، وفي بعض الحالات يحدث نزول المشيمة في الشهر السادس بدون نزيف، فتكون هذه الحالة أقل خطورةً، فيتطلب منها فقط الراحة والاستلقاء بالفراش فترة كافية؛ حتى ترتفع المشيمة بشكلٍ طبيعي مع تقدم مراحل الحمل، أما عن التشخيص، فيتم بخطوات متتالية وهي:التشخيص الخاص بنزول المشيمة بالشهر السادس

  • يقوم الطبيب بعمل فحص بالرنين المغناطيسي على الحوض؛ لمعرفة مكان المشيمة.
  • عمل فحص بالموجات فوق الصوتية على البطن والحوض.
  • فحص بالموجات فوق الصوتية بالسونار المهبلي؛ للتأكد من نوع المشيمة المنزاحة، ومعرفة مدى غلقها لعنق الرحم.

هل تؤثر نزول المشيمة على الجنين؟

في حالة تشخيصكِ بالمشيمة النازلة أو المنخفضة، فيتم متابعة حالتكِ لتجنب حدوث المضاعفات؛ فالنزيف المهبلي الشديد يهدد حياتكِ وحياة الجنين، خاصةً أثناء الولادة الطبيعية أو بعدها بساعات قليلة، فمن الوارد ألا يتوقف النزيف ويُزال الرحم، كما أن في حين اتخاذ قرار الولادة القيصرية العاجلة، يتعرض طفلكِ لمشاكل الولادة المبكرة من بينها الوفاة.

متى ترجع المشيمة لطبيعتها في الشهر السادس؟

يتحدد ذلك تبعاً لعوامل مختلفة، منها الحالة الصحية للأم، وحالة الجنين الصحية أيضاً، ووضع المشيمة، وفترة الحمل التي نزلت فيها المشيمة؛ ففي حالة اكتشاف نزولها في الثلث الثاني من الحمل أو الأول وكانت بشكل جزئي، فإنها سوف تعود لطبيعتها مع تطور الحمل، وازدياد حجم الجنين والرحم، أما في حالة اكتشافها في الثلث الأخير من الحمل، فاحتمالية رجوعها إلى مكانها الطبيعي ضعيف للغاية، خاصةً إذا كانت نازلة بشكل كلي، مسببة نزيف مهبلي حاد.

الحالات الأكثر عرضة للإصابة بنزول المشيمة

يحدث نزول المشيمة في الشهر السادس بنسبة 1 إلى 200 حالة، فهو أمر نادر، ولكن هناك حالات تكون أكثر عرضة للإصابة بها، ويتحدد ذلك طبقاً لعوامل معينة، منها عمر المرأة الحامل؛ حيث إن السيدة التي يكون عمرها أكثر من 30 عام أكثر عرضة لذلك عن السيدة التي يكون عمرها 20 عام مثلاً، بالإضافة إلى عوامل أخرى تشمل الحالة الصحية للأم وحالة الرحم، وهي فيما يلي:

حالة الأم الصحية

إذا كانت الأم مصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أو مرض السكري، تكون أكثر عرضة للإصابة بنزول المشيمة في منتصف فترة الحمل، كما أن احتمالية عودتها بشكل طبيعي في الشهور الأخيرة يكون ضعيفاً.

الحامل بتوأم

يكون الحمل المتعدد أو الحمل بتوأم من ضمن العوامل التي تحدد نزوح المشيمة لأسفل الرحم؛ نظراً لضيق المكان بالداخل وصغر حجم الرحم مقارنةً بحجم التوأم، فجميعها عوامل مهمة تحدد مكان المشيمة بالضبط.

النظام غير الصحي المتبع

يسبب التدخين مشاكل صحية عديدة للمرأة الحامل، من بينها نزول المشيمة في الشهر السادس، بالإضافة إلى اتباعها نظام غذائي غير صحي، يُزيد من وزنها ونسبة السكر والضغط بالجسم، فيعرضها إلى المشيمة النازلة.النظام غير الصحي المتبع

التعرض لجراحة سابقة

تعرضكِ إلى عملية جراحية؛ لإزالة ورم ليفي بالرحم أو لولادة قيصرية سابقة، من العوامل التي تحدد نزول المشيمة في الحمل، فقد يصاب الجرح بتشوهات، فتلتصق المشيمة به ولا ترتفع إلى أعلى مرة أخرى.

مضاعفات المشيمة النازلة

بالطبع، تتم المتابعة شهرياً أثناء فترة الحمل من قِبل الطبيب، فذلك يحميكِ من المضاعفات الواردة، ولكن في حالة عدم التشخيص المبكر، وأخذ الاحتياطات اللازمة والراحة التامة، قد تتعرضين إلى نزيف شديد لا يمكن وقفه، وهو يشكل خطر عليكِ وعلي الجنين، فيضطر الطبيب إلى العملية القيصرية، كما أنه وارد ألا يقف النزيف بعد الولادة أيضاً؛ كما أنه قد يعرض الطفل إلى الاختناق أو مشاكل تواجهه في التنفس، بالإضافة إلى:

  • الإصابة بالمشيمة الملتصقة، وتحدث عندما تنمو أنسجتها بعمق إلى داخل الرحم، فيكون من الصعب فصلها عن الرحم أثناء الولادة.
  • استئصال للرحم في حالة حدوث نزيف شديد وعدم قدرة الرحم على الانقباض بشكل طبيعي.

علاج المشيمة النازلة في الشهر السادس

بعد التشخيص يتم متابعة الحالة وتحديد طرق العلاج، وفقاً لعوامل منها فترة نزول المشيمة في الحمل ونوعها، والكشف بالسونار، ففي حالة اكتشافها مع حدوث نزيف وما زال هناك وقت طويل على الولادة، يقوم الطبيب بإطالة الفترة قدر الإمكان، لتجنب الولادة المبكرة، واي مضاعفات، وليس هناك أدوية علاجية تساعد في رفعها، ولكن هناك بعض النصائح التي يمكن اتباعها؛ لتجنب المشاكل الصحية الخطيرة منها:

  • تجنب المجهود العنيف مثل صعود السلم بكثرة، أو قيادة السيارة، أو السفر.
  • الحرص على الراحة التامة.
  • الامتناع عن ممارسة الجماع.
  • متابعة الحالة باستمرار مع الطبيب المعالج.
  • تناول فيتامينات ضرورية، من بينها الحديد؛ لتجنب الإصابة بالانيميا.
  • في حالة ظهور أعراض أخرى يُفضل إخبار الطبيب بها.

متى يمكن الذهاب إلى المستشفى؟

ننصحكِ بضرورة الذهاب إلى المستشفى في حالة إصابتكِ بالنزيف المهبلي الشديد، فقد تحتاجين إلى نقل دم، وتجهيزكِ لولادة قيصرية عاجلة، من خلال إعطائكِ حقنة الرئة الخاصة بتنشيط رئتي الجنين قبل الولادة، مع إعطاء مثبتات للحمل لمنع الولادة المبكرة، ومنع تمزق الغشاء المغطي للجنين والمليء بالماء.

هل هناك وضعية نوم معينة للحامل عند نزول المشيمة؟

يطلب منك الطبيب الراحة والاستلقاء على الفراش، والبعد عن المجهود العنيف، ولكن لا يوجد وضعية نوم معينة أو وضعية جلوس مناسبة لرفع المشيمة إلى أعلى، فيكفي أن تحصل المرأة على الراحة التامة، فتأكدي من حصولك على وضعية النوم المناسبة لكِ دون الشعور بالقلق، وكذلك وضعية الجلوس المريحة دون البحث عن وضعية معينة كعلاج للمشيمة النازحة. هل هناك وضعية نوم معينة للحامل عند نزول المشيمة؟

هل نزول المشيمة مرتبط بنوع الجنين؟

بشكل علمي لا يدل نزول المشيمة في الشهر السادس على نوع الجنين، فهي مجرد خرافات تتداول بين السيدات، ولكن علمياً هي مشكلة تحدث لبعض السيدات ولا علاقة لها بذلك، فيمكنكِ معرفة نوع الجنين من خلال فحص السونار الذي يقوم به الطبيب في عيادته الخاصة بعد الشهر الرابع من الحمل أو بدايةً من الشهر الخامس.

هل من الآمن ممارسة الجماع بعد نزول المشيمة؟

عند تعرضكِ للنزيف المهبلي، قد يطلب منكِ الطبيب الامتناع عن ممارسة الجماع، فالجماع قد يحفز من انقباضات الرحم، والتي تُزيد من النزيف، كما أنه لا بد من الامتناع عن استخدام منتجات خاصة بالمهبل مثل الغسول المهبلي، فالهدف الرئيس هنا هو عدم الاقتراب من فتحة المهبل تماماً، لتجنب زيادة النزيف والتعرض لمضاعفات صحية.

ختاماً، على الرغم من أن نزول المشيمة في الشهر السادس أمر نادر، ولكنه وارد الحدوث، فننصحكِ بضرورة متابعة حالتكِ الصحية باستمرار أثناء الحمل، وإخبار الطبيب بكافة الأعراض التي تظهر عليكِ، لتحافظي على جنينكِ من المخاطر الصحية التي قد تحدث؛ نتيجة عدم عودة المشيمة إلى مكانها الطبيعي بشكلٍ تلقائي بعد الوصول إلى الشهور الأخيرة من الحمل.

المصادر:

وات تو إكسبكت

ميديسين نت

هيلث لاين

زر الذهاب إلى الأعلى