الرضاعة

الوزن الطبيعي للرضيع ومتى يعتبر نقص وزن الرضيع أمراً مقلقاً

ليس بالضرورة أن يكون نقص وزن الرضيع ناتج عن حالة مرضية أو اضطراب في نموه، حيث يرى أغلب أطباء الأطفال الرضع أن أغلبهم يُعاني من سوء التغذية فلا يحصلوا على السعرات الحرارية بما يكفي، ويُطلق على الطفل ذا وزن منخفض عندما يكون تحت مقياس الوزن الصحي والطبيعي تبعًا لعمره، هذا من خلال تشخيص الطبيب لهذه المشكلة خلال السنوات الأولى من عمر الطفل، خلال هذا الموضوع سوف نقدم لكل أم المعلومات التي تساعدها في معرفة أسباب نقص وزن رضيعها وكيفية مواجهة هذه المشكلة.

أسباب نقص وزن الرضيع

زيادة وزن الرضيع بمعدل بطيء وأقل من الطبيعي مشكلة شائعة بين الأطفال مقارنةً بأطفال آخرين من نفس عمرهم وجنسهم أكثر صحة تختلف تمامًا عن مشكلة نقص الوزن لدى الأطفال، حيث أن نقص وزن الرضيع لا يعد مرض وإنما هو عرض من أعراض كثيرة لأمراض متعددة أو تبعًا لتأثير عوامل أخرى تؤثر على وزن الطفل، ومن ضمن أسباب نقص وزن الطفل حديث الولادة ما يلي:

أسباب متعلقة بالأم

الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى نقص وزن الرضيع عند الولادة قد تكون الأم هي المسؤول الأول عنها وذلك خلال أشهر الحمل الطويلة أو خلال فترة الرضاعة التي تؤثر على كلًا منهما، وذلك لأن الطفل يستمد غذائه خلال الحمل و الرضاعة من أمه بشكل أساسي، وبالتالي فإن حالتها الصحية تؤثر به بوضوح، ومن هذه الأسباب:

  • إذا كانت الأم مدخنة خاصةً خلال فترة الحمل، وهي العادة التي قد تسبب في انخفاض وزن الطفل عن الطبيعي.
  • تناول الأم للكحوليات خلال فترة الحمل قد يتسبب بشكل رئيسي في نقص وزن الرضيع.
  • معاناة الأم من أمراض مثل مشاكل القلب وارتفاع ضغط الدم ومشاكل الكلى وكذلك داء السكري.
  • عمر الأم فإذا كانت الأم ذات عمر أقل من ٢٠ عام أو أكثر من ٤٥ عام، مما يؤثر بشكل بالغ على وزن بالرضيع سلبًا.
  • التعرض للضغط النفسي خلال فترة الحمل قد يؤثر على صحة الجنين ووزنه حتى بعد الولادة.
  • إصابة الأم بالكثير من المشكلات خلال فترة حملها مثل مرض سوء التغذية وعدم تناول الأم للسعرات الحرارية الكافية، مما يؤثر على وزن الطفل.
  • إهمال الأم لتناول الڤيتامينات والمعادن وبشكل خاص معدني الحديد والكالسيوم خلال فترة الحمل الصعبة التي تؤثر على صحة الطفل ووزنه بعد ولادته.
  • وجود مشكلات في المشيمة مثل عدم التصاقها بشكل كافٍ في الرحم مما يتسبب في عدم حصول الطفل على تغذيته الطبيعية.
  • الولادة المبكرة للطفل قبل مرور الأسبوع ٣٧ من الحمل.
  • الحمل في توأم أو أكثر من جنين قد يؤثر في بعض الأحيان على وزن أحد الأطفال.
  • عدم قدرة الأسرة على توفير المواد الغذائية بسبب فقرها.
  • عدم الفهم الجيد للطريقة الصحيحة لإطعام الطفل أو الكمية المناسبة لتغذيته.

أسباب متعلقة بالطفل

نقص وزن الرضيع لأسباب متغلقة بالرضيعالأسباب التي تتعلق بالطفل نفسه وتؤثر في وزنه سواء خلال فترة الحمل أو بعد الولادة تعتبر نادرة الحدوث بعض الشيء، لكنها تكون في غاية الخطورة وتؤثر على حياة الطفل ومستقبله ونمو جسمه، وهي مشكلات تحتاج إلى تدخل طبي سريع من أجل إنقاذ حياة الطفل، ومن هذه الأسباب:

 

  • إصابة الجنين خلال فترة الحمل بواحد من العيوب و التشوهات الخلقية.
  • إصابة الطفل بعدوى بكتيرية أو ڤيروسية خلال تواجده داخل الرحم، الأمر الذي يؤثر على حصوله على التغذية المناسبة من الأم.
  • إصابة الطفل ببعض المشكلات المتعلقة بآلية البلع والمص لديه، مثل الشفة المشقوقة أو مشكلة الحنك المشقوق.
  • عدم حصول الطفل على السعرات الحرارية المناسبة له، بسبب إنتاج كمية قليلة من حليب الأم خلال فترة الرضاعة.
  • مشاكل متعلقة بامتصاص الغذاء لدى الطفل مثل إصابته بالتهاب الأمعاء، أو إصابته بالحساسية من الحليب، أو مرض ارتجاع المرئ، عدم عمل البنكرياس بكفاءة، أو الإصابة بمتلازمة الأمعاء القصيرة.
  • مرور الأسرة بمشكلة اجتماعية تؤثر على سلوك ونفسية الطفل تجعله يتعرض لفقدان الوزن بشكل ملحوظ.
  • زيادة متطلبات جسم الطفل من الغذاء عن المعدل الطبيعي.

العوامل المؤثرة على وزن الرضيع

على كل أم وأب ألا يتسرعوا في الإصابة بالقلق فيما يخص نقص وزن طفلهم خاصةً في الفترة التالية لفترة ولادته، هذا لأن الكثير من الأطفال قد يكتسبون أوزانًا بمعدل أقل من غيرهم، وكذلك فإن وزن الطفل بشكل عام يتأثر بشكل واضح وصريح ببعض العناصر المتعلقة بأسرته وبه وذلك تبعًا للآتي:

  • العوامل الوراثية تعمل كمؤثر رئيسي على وزن الطفل حديث الولادة.
  • الأطفال الذين يحصلون على الرضاعة الطبيعية بدلًا من الرضاعة الصناعية يعانون من نقصان في الوزن خلال الفترة الأولى بعد الولادة.
  • الحالة الصحية للطفل عند ولادته.
  • الرعاية الصحية المقدمة من قبل الأسرة.
  • الحالة الصحية للأم خلال فترة الحمل.
  • ترتيب الطفل حيث أن الطفل الأول غالبًا ما يكون عُرضة للولادة بوزن أقل مقارنة بإخوته.
  • جنس الطفل، حيث أثبتت الدراسات أن المواليد من الإناث يكونون ذا وزن أقل مقارنةً بالذكور.

ما هو الوزن الطبيعي للأطفال حديثي الولادة؟

يتراوح الوزن الطبيعي للأطفال الذين تم ولادتهم حديثًا بين ٢ كيلو جرام ونصف إلى ٣ كيلو جرام وأي وزن تحت هذا الوزن يعتبر نقص ملحوظ في وزن الرضيع ويجب أخذه بعين الاعتبار، ولكن يجب الإشارة إلى أن فقدان الطفل لنسبة معينة منه في الأسابيع الأولى بعد الولادة بما لا يؤثر على صحته، يعتبر أمر طبيعي الحدوث.

هل فقدان الطفل لوزنه بعد الولادة أمر طبيعي؟

الكثيرات من السيدات ينتابهن القلق عند نقص أوزان أطفالهن بعد الولادة، لكن الحقيقة أنه أمر طبيعي الحدوث خاصةً في الفترة التي تلي الولادة، حيث يفقد الرضيع من 5 إلى  10%، من وزنه خلال الأسبوع الأول من ولادته، ثم يستعيد وزنه بالتدريج خلال الفترة من أسبوعين إلى ثلاثة، كذلك يجب الإشارة أن الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية عرضة أكثر لفقدان الوزن بعد الولادة عن نظائرهم الذين يعتمدون على الرضاعة الصناعية.هل فقدان الطفل لوزنه بعد الولادة أمر طبيعي؟هذا لأن هؤلاء الأطفال يفقدون بعض السوائل من أجسامهم نظرًا لزيادة نسبة السوائل داخل جسم الأم والتي تصل إلى الجنين، لكن بعد الولادة يفقد الرضيع وزنه عن طريق التبول، وهو الأمر الذي يتسبب في نقص وزن الرضيع منذ اليوم الأول، لذلك في هذه الحالة لا داعي للقلق تمامًا حيث يستعيد الطفل وزنه خلال أيام بسيطة من الرضاعة الطبيعية والصناعية.

هل يتضاعف وزن الطفل في الشهر الرابع

عند إتمام الطفل لشهره الرابع يتضاعف وزنه، ثم يصبح ثلاثة أضعاف وزنه عند الولادة بعد مرور 13 شهر من عمره للذكور و15 شهر من عمرها للإناث، أيضًا يُصبح طول الطفل بمقدار مرة ونصف من طوله عند الولادة بعد إتمام الرضيع لعامه الأول.

أهمية قياس الوزن للطفل الرضيع

تتضح أهمية قياس الوزن لأي طفل رضيع بمجرد ولادته في كونه واحد من أهم القياسات التي يتم استخدامها في الاطمئنان على الحالة الصحية للطفل وكذلك في الاستدلال على نمو الطفل في الشهور المقبلة من عمره، ولهذا حرصت منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها هي المؤسسات المسؤولة عن وضع رسوم بيانية تحدد المعدل الطبيعي لنمو الطفل، من خلال متابعة الوزن وقياس الطول مقارنة بعمر الطفل.

الأعراض المصاحبة لمشكلة نقص وزن الرضيع

من المهم على جميع الآباء والأمهات استشارة طبيب الأطفال في حالة الشك من نقص وزن الرضيع أو امتلاكه لشهية منخفضة، حيث يجري الطبيب بعض الفحوصات الطبيبة على الطفل للتأكد من امتلاكه لأي مشكلة تؤثر على نموه بشكل طبيعي، لا يتمكن بعض الأطفال من اكتساب الوزن بشكل طبيعي خلال الفترة الأولى من حياتهم، لكن هناك بعض الأعراض التي تظهر على الطفل وتكون مصاحبة لانخفاض وزنه وهي:

  • عدم تطور نمو الطفل بمعدل يناسب المرحلة العمرية له، وذلك مثل تأخر زحف الطفل والنطق والكلام.
  • معاناة الطفل من بعض صعوبات التعلم خلال مرحلة الطفولة.
  • بعض الأطفال قد يعانون من مشكلة في تطوير العواطف والمشاعر وطرق التعبير عنها، مثل الابتسام والضحك أو المقدرة على التواصل البصري مع الآخرين.
  • إصابة الطفل بالإعياء بشكل متكرر وتعرضه للتعب بشكل سريع.
  • انزعاج الطفل بشكل سريع.
  • في بعض الحالات قد يتأثر بعض الأطفال خلال مرحلة بلوغهم، فيعانون من تأخر ظهور علامات البلوغ ومرحلة المراهقة لديهم.

المضاعفات الناتجة عن نقص وزن الرضيع

نقص وزن الرضيع مشكلة مهمة يُعد إهمالها واحدة من الأسباب التي تُعرض الطفل لكثير من المخاطر والمضاعفات الصحية التي تظل تؤثر عليه طوال حياته أي على المدى الطويل، هذا إن لم تؤدي إلى فقدانه لحياته خلال أيامه الأولى، ومن ضمن هذه المضاعفات التي يحرص الأطباء على تجنب تعرض الطفل لها ما يلي:

  • تأثر وظائف الدماغ إلى الدرجة التي قد يُصاب فيها الطفل بالشلل الدماغي.
  • انخفاض القدرة لديه على التعلم ومواجهة الكثير من صعوبات التعلم خلال مراحل دراسته المختلفة.
  • مشاكل في البصر والرؤية وذلك لعدم نمو الأعصاب البصرية الحسية بشكل طبيعي.
  • مواجهة مشكلات في السمع والتعرض بنسبة أكبر لفقدان السمع.
  • عدم نمو الأسنان بشكل طبيعي وتأخر بزوغها وتغير لونها عن الطبيعي.
  • التعرض لبعض المشكلات النفسية والسلوكية وزيادة احتمالية التعرض لكثير من الأمراض النفسية.
  • هؤلاء الأطفال يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة مثل داء السكري، وكذلك يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بشكل مستمر.

كيفية مواجهة مشكلة نقص وزن الرضيع

كيفية مواجهة مشكلة نقص وزن الرضيععلى كل أم أن تقوم ببعض التغييرات في النظام الغذائي لطفلها وذلك بغرض تحسين نموه، من خلال الحرص على تقديم بعض الأطعمة المتوازنة التي تضم جميع العناصر الغذائية المهمة لنمو الطفل بما يناسب حاجة جسده، وذلك كما يلي:

  • توفير الرعاية الصحية سواء الجسدية أو النفسية للطفل خلال مراحل عمره المختلفة.
  • إذا كان الرضيع حديث الولادة يُعاني من نقص ملحوظ في الوزن وأقل من ٢ كيلو جرام، فإنه غالبًا ما ينصح الأطباء بوضعه في الحضانة.
  • تحسين وزن الطفل من خلال إطعامه بالألبان الصناعية التي تحتوي على بعض الدهون البسيطة التي تساعد في زيادة وزن الرضيع مع المتابعة المستمرة لوزن الطفل، لتقييم مدى استجابة الطفل لهذا اللبن.
  • تحفيز الأم على الاستمرار في إرضاع طفلها رضاعة طبيعية حتى إذا تم وضعه داخل الحضانة.
  • بعد مرور 4 أو 6 أشهر من عمر الرضيع، يجب على الأم أن تدرج الغذاء الطبيعي له بجانب الرضاعة الطبيعية لتحسين نموه واكتسابه للوزن.
  • يجب الحرص التام على إمداد الأم خلال فترة حملها بنظام صحي متوازن يحتوي على كل العناصر الغذائية الأساسية، مثل البروتينات، الڤيتامينات، المعادن والكربوهيدرات.
  • الاهتمام بشكل كبير بتناول منتجات الألبان، لأنها تعتبر مصدر أساسي للبروتينات والكالسيوم.
  • تشجيع الأم على تناول وجباتها الثلاثة الأساسية في أوقات محددة خلال اليوم.

نقص وزن الرضيع يعتبر أمر في غاية الأهمية، يحتاج خلال مواجهته إلى الكثير من الصبر وعدم القلق حيال اكتساب الطفل لوزنه من جديد، لهذا يكون دور الأم وكذلك الأب كبير جدًا في دعم صحة الطفل النفسية والجسدية وكذلك تتضح أهمية استشارة الطبيب في معرفة أسباب فقدان الوزن وكيفية التصدي لهذه المشكلة بأسهل طريقة ممكنة.

المصادر:

فري ويل فاميلي

ويكيديا

بريجنانسي بيرز آند بيبي

زر الذهاب إلى الأعلى