العناية بالطفل

واجبات الطفل | حقوق وواجبات الطفل في المنزل والمدرسة

يولد كل شخص بمسئوليات عليه حتى وإن كانت صغيرة كما هو الحال مع واجبات الطفل التي من المفترض أن يقوم بها حسب سنه، وأيضًا أيضًا لكل مرحلة من مراحل الإنسان يكون لديه حقوق سواء كان في المنزل أو المجتمع أو مكان عمله، والتربية الواعية تقتضي أن نعرفه ما له وما عليه حتى يعي هذا في كبره بحيث لا تتأثر شخصيته بالسلب كأن يطلب المزيد أو يقدم تضحيات كبيرة طوال الوقت، وفي هذا الصدد سنتحدث عن حقوق الطفل وواجباته في المدرسة والمنزل.

حقوق وواجبات الطفل

يجب أن يعرف الآباء والأمهات أن ما يتعلمه أطفالهم في السنوات الأولى من عمرهم هو الذي يشكل اللبنة الأولى لنمو شخصيتهم وتطورها كي يكونوا قادرين على التعامل مع العالم الخارجي بعيدًا عن الأسرة والمنزل، ولهذا يجب أن يؤدي الأم والأب واجباتهم نحو طفلهم حتى يتم إشباع كافة الجوانب لديه فيكون قادرًا على القيام بواجباته على أكمل وجه، ولكي نتناول الموضوع بشكل مبسط سنقسم حقوق وواجبات الطفل إلى قسمين:

حقوق الطفل المادية

هي الحقوق التي يجب أن يستمدها الطفل من أهله؛ لذا يجب عليهم الإقرار بذلك وتوفير كل ما يحتاجه الطفل على أكمل وجه، وليس معنى هذا الإسراف أو التقطير، حيث لكل يؤدي ذلك إلى مساوئ كثيرة تنعكس على شخصيته في المستقبل، ولكن التوازن في كل شيء هو المطلوب، كما سنقوم بتوضيحه في الآتي:

الحق في توفير الطعام والشراب

الحق الأول للطفل هو أن يحصل على جميع العناصر الغذائية المهمة للحفاظ على مناعة جسده وبناء عقله، ولهذا يجب على الأهل تقديم أنواع الطعام والشراب المختلفة التي تتوافق مع المرحلة العمرية التي ينتمي لها ومدى احتياجه لها.

حق المسكن

بالطبع يجب أن يعيش الطفل في مسكن صحي وآمن يكون مزودًا بعناصر الحياة الكريمة دون وجود ما يهدد صحة الطفل وسلامته الجسدية، كما يجب أن يكون المسكن يوفر النمو النفس للطفل

حق الملبس

يجب على الآباء تأمين الملابس المرتبة والنظيفة لطفلهم مع مراعاة اختيار القياسات والألوان المتوافقة مع جنس الطفل وعمره واحتياجه.الملبس كأحد أهم واجبات الطفل

حق العلاج

تشير كل الاتفاقيات الدولية إلى ضرورة توفير التأمين الصحي والعلاج للأطفال في حالة إصابتهم بأي مرض، كما يجب توفير اللقاحات والأدوية التي تقيهم من الأمراض المختلفة.

حق التعليم

يتوجب على الأهل توفير كل ما يحتاجه الطفل في مرحلة التعليم الأساسي الذي يجب أن يحصل عليه بصورة إلزامية، وذلك كتوفير البيئة الهادئة المهيأة للدراسة، وتوفير المواد التي يحتاجه والا الطفل كالكتب والكشاكيل والأقلام باختلاف أنواعها وأدوات الرسم والهندسة، كما يجب أن يكون الأباء على دراية كاملة بمدي إحتياج الطفل للتعليم في تعزيز مستوي ذكاءه، ويسعوا دائماً لـ تنمية ذكاء الطفل بصورة صحيحة وبدون أغلاط تؤثر على مستوي طفلهم التعليمى.

حق اللعب والترفيه

قبل أن يتحدث الآباء عن واجباتطفل  الطفل يجب أن يكونوا على وعي تام بحقوقه وتوفيرها له وتعليمه كيف يطلب حقوقه من الآخرين، ولعل من الحقوق المهمة للطفل حقه في اللعب والترفيه خاصة في مرحلة الطفولة التي تقل فيها المسؤليات، وهنا كل ما يجب على الأهل فعله هو توفير الأدوات والألعاب الملائمة للطفل حسب فئته العمرية ومدى إدراكه ووعيه، كما يجب اختيار أماكن الترفيه بعناية، فلا يجب أن تكون خطرة على الطفل.بالإضافة إلى أهمية تنمية مهارات الطفل ومدي إستوعابهم لأهمية هذه المهارت في التنشئة الصحيحة

حق الحماية الجسدية

يجب أن يكون الأهل عونًا للطفل في حصوله على الحماية الجسدية والأمان، كما يجب حمايته من التحرش الجنسي سواء كان ماديًّا أو لفظيًّا كالابتزاز والاستغلال.

حق النظافة الشخصية

يجب أن يكون الأهل على وعي بأهمية النظافة الشخصية لطفلهم كي يعلموه هذا، وعلى هذا الأساس يجب عليهم توفير متطلبات النظافة الشخصية الخاصة بالأسنان والجسم والشعر وغيرها لتوفير صحة جيدة لطفلهم باستمرار.

حق ممارسة الرياضة

للرياضة فوائد كثيرة على الإنسان كبيرًا كان أو صغيرًا، فهي تعمل على نمو الطفل من الناحية الجسدية والعقلية، ولهذا يتوجب على الآباء توفير الأماكن التي يستطيع الطفل ممارسة الرياضة على قدر استطاعته حسب عمره، كما يجب تقديم الملابس والأدوات التي سيحتاجها أثناء ممارسة الرياضة.

حقوق الطفل المعنوية

لا يقل الجانب المعنوي أهمية عن الجانب المادي إطلاقًا، ولذلك يجب على الوالدين الموازنة بين تحقيق الحقوق المادية للطفل بجانب المعنوية لكي تُؤدى واجبات الطفل كما ينبغي، وتلك الحقوق المعنوية تتمثل في حق الطفل في التربية الصحيحة وتلقي الرعاية النفسية، والحق في شعور أهله بالحب تجاهه وحمايته من الإساءة، كما أن له الحق في الاختيار وفقًا لحيز معين كاختيار الألعاب الخاصة به أو لون غرفته مثلاً بشرط أن يكون هذا الاختيار غير مضر له.حقوق الطفل المعنويةللطفل الحق في التعبير عن رأيه بكل حرية كأن يعترض على قرارات الوالدين في إطار الأدب دون التحدث بوقاحة وتمرد، كما أن له الحق في الحوار والنقاش في الأحاديث المختلفة بما يتوافق مع عمره ومستواه العقلي، وكذلك يحق له الخيال والتفكير، وله الحق في الاسترخاء، وكذلك تحقيق النمو الفكري.

واجبات الطفل المادية

يجب تعليم الطفل أن عليه واجبات كما له حقوق، ويجب أن يحترمها ويقوم بها على أكمل وجه، ويمكن شرح تلك الأمور ببساطة شديدة لكي يفهم ما يقال على حسب عمره، حيث تكمن واجبات الطفل المادية في الآتي:

  • يجب احترام القوانين المنزلية والقواعد التي ينظمها الأبوان مع الالتزام بها.
  • ترتيب الألعاب الخاصة به، وكذلك الممتلكات والحاجيات الخاصة.
  • تأدية الواجبات المدرسية فرض على الطفل.
  • يتوجب عليه الحفاظ على نظافة غرفته ومنزله.
  • معاونة الأهل في الأعباء المنزلية واجب على الطفل بحسب عمره، فالمهم أن يشاركهم في أعمالهم ليشعر بالانتماء إلى الأسرة وهذا ما يجعله حريصًا على السير وفق النظام القائم في المنزل.

واجبات الطفل المعنوية

الجانب المعنوي مهم جدًا ومكمل للجانب المادي، ولهذا يجب تعليم الطفل كيفية أداء واجباته المعنوية عن طريق شرحها له بسلاسة، ومن واجباته ما يلي:

  • يجب على الطفل احترام الكبار بصفة عامة والوالدين بصفة خاصة.
  • تجنب رفع الطفل صوته والصراخ من واجباته التي يجب عليه أداؤها.
  • طاعة الأبوين أمر لابد منه.
  • التعاطف مع زملائه أو الآخرين أمر ضروري.
  • استشارة الأبوين في ما يخص أمور حياته.
  • السير وفق القواعد الأخلاقية وأسس التربية الصحيحة للأطفال التي يضعها الأهل لتربيته عليها.

حقوق الطفل في الإسلام

كان الإسلام له الصدارة في الاهتمام بحقوق الطفل اهتمامًا بالغًا، حيث طالب بها قبل مطالبة الاتفاقيات العالمية كافة بها، وقد بلغ تشديد الإسلام على تلك الحقوق أوجه، حيث كفل للطفل حقوقه قبل أن يولد، وتكمن تلك الحقوق في أن يختار الأب زوجة حسنة الأخلاق كي تربي ابنه تربية إسلامية، ولهذا أشار الإسلام إلى صفات الأم المستقبلية.

قد أجاز الإسلام حق الإفطار في رمضان للمرأة الحامل إن خافت على ولدها، وهذا حق من حقوق الطفل، كما حُرّم الإجهاض وأوجب دفع الدية في حالة قتل الطفل، ناهيك عن فرضه لوجود عقد واضح أثناء الزواج لضمان حقوق الطفل، وأضاف حق الطفل في البقاء آمنًا مع والديه في حضانتهم إلى أن يكبر ويصبح قادرًا على حماية نفسه وأسرته ووطنه، وأقر بمبدأ المساواة بين الأبناء.

أهمية أداء الطفل واجباته ومطالبته بحقوقه

أهمية أداء الطفل واجباته ومطالبته بحقوقهعندما يعرف الطفل حقوقه ويطالب بها ويدرك ما عليه من واجبات ويؤديها فإن ذلك سيكون له تأثير كبير على تحقيق الاستقلال وبناء شخصيته، حيث يشعر الطفل أنه فرد مستقل في المجتمع له شخصية محددة وكيان له حقوقه الكاملة كما عليه واجبات، ويحفزه هذا على تطوير قدراته على تحمل المسئولية ومهاراته الخاصة، كما يجعله قادرًا على التعامل مع الآخرين في العالم الخارجي وفقًا لما تعلمه في المنزل، وهذا ما يشجعه على عدم التنازل عن حقوقه وتأدية ما عليه من واجبات فيصبح مواطنًا صالحًا مما يشعره بالانتماء إلى وطنه.

يخلص هذا الأمر من المشكلات النفسية والسلوكية المرتبطة بـ الخوف عند الطفل من الآخرين والخوف من التعبير عن رأيه فتعزز ثقته بنفسه، وينشأ الطفل على القيم الفضلى ويضمن سلامته الجسدية والعقلية، كما يطور من مهارات التواصل لديه، وهذا ما سوف يفيده في حياته بشكل كبير.

حقوق الطفل وواجباته في المدرسة

تختلف واجبات الطفل في المنزل عن المدرسة، ولهذا يجب توعية الطفل بحقوقه وواجباته قبل دخوله إلى المدرسة ليكون متوافقًا مع المجتمع المدرسي، وتتمثل واجباته في الآتي:

  • للتلميذ الحق في التعليم، ولهذا يجب عليه حضور دروسه والذهاب بانتظام إلى مدرسته.
  • يجب عليه الالتزام بالقواعد المدرسية التي تنظمها إدارة المدرسة أو المعلم داخل الفصل حتى يتوفر له جوًا ملائمًا للتعليم دون عائق.
  • قبول جميع الزملاء كما هم واحترامهم من واجبات التلميذ.
  • من حقوق التلاميذ ألا يشعروا بالخوف أثناء تواجدهم في المدرسة؛ لذا يجب عليهم التصرف بطريقة لا تسبب الخوف أو تُشعر الآخرين بالتهديد.
  • وجوب تسامح التلميذ مع الآخرين وتقبل آرائهم المختلفة كما له الحق في التعبير عن رأيه بحرية.
  • تحمل التلميذ مسئولية أفعاله، فهو له الحق في الاختيار بنفسه؛ لذا يجب عليه أن يكون قدر تلك المسؤولية.
  • من واجب التلميذ ألا يعرقل زملائه أثناء الاستماع إلى شرح الدروس كما له الحق في الاستماع بتركيز للمعلومات.
  • الحفاظ على ممتلكات الآخرين كما له الحق في حفاظ الآخرين على ممتلكاته.
  • يجب على التلميذ قضاء ما يرغب فيه أثناء الاستراحة كي يعود إلى الاستماع لدروسه دون وجود عائق.
  • لا يجب على التلميذ إثارة الشغب داخل الفصل الدراسي.

كانت هذه واجبات الطفل بصفة عامة ولكن يوجد واجبات لكل مرحلة من المراحل العمرية التي يمر بها الطفل، فيمكننا تناولها كما يلي:

واجبات الطفل في المرحلة الابتدائية

وفقاً لـ أهمية الروضة في بناء شخصية الطفل منذ البداية، فيقع على عاتق الطفل في المرحلة الابتدائية مسئوليات أكثر مما سبق في مرحلة الروضة، حيث أنه من واجبه ترتيب أغراضه الخاصة ووضعها في أماكنها المخصصة كأن يضع حذاءه وحقيبة ظهره في مكانهما، وكلما تقدمت به السن يجب أن يكون قادرًا على القيام بالمهام الأكثر تعقيدًا، ودور الآباء والأمهات هنا أن يقوموا بتعليم طفلهم كيفية القيام بكل هذا.

واجبات الطفل في المرحلة الإعدادية

في هذه المرحلة يصبح الطفل مؤهلاً لتحمل مسئوليات كثيرة مقارنة بالمرحلة السابقة، حيث يمكنه القيام بمهام التنظيف في منزله كتنظيف الحمام وكنس الغرف بجانب الواجبات السابقة التي يفعلها بشكل مستمر كوضع الأشياء في مكانها، ويُنصح في هذه المرحلة أن يحفز الآباء أطفالهم عند إنجاز أمور لم تطلب منه في لائحة واجباته عن طريق إعطائهم مقابل من المال لشراء ما يحتاجونه، فيتعلمون كيف يكونوا مسئولين عن جني المال.

واجبات الطفل في الشارع

واجبات الطفل في الشارعيجب على الطفل أثناء وجوده في الشارع طاعة الوالدين أو من هم أكبر منه سنًا كأخيه أو معلمه، كما يجب عليه احترام قوانين الدولة التي يعيش فيها والاهتمام بها مع المحافظة على الممتلكات العامة وعدم تخريبها، والحفاظ على نظافة الشوارع وعدم إزعاج المارة باللعب في الشارع أو من خلال افتعال الضوضاء في وسائل النقل.

خاتمة

تزداد واجبات الطفل كلما تقدم به العمر وهذا ما يجب عليه استيعابه حتى لا يشعر بصعوبة الحياة لاحقًا، ولهذا يتوجب على الأب والأم تثقيف أطفالهم بهذه الأمور أولاً بأول لإنشاء جيلاً صالحًا قادرًا على تحمل المسئولية سواء كان في المنزل أو المدرسة أو العمل لاحقًا، ولكي نربي أطفالنا تربية حسنة يجب أن نذكرهم دائمًا بقوله تعالى ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” لتشجيعهم على أداء واجباتهم بإخلاص.

المصادر:

كلابز

كاليفورنيا كورتس

أوبن ليرن جريت

زر الذهاب إلى الأعلى